والفاء زائدة، وجاشت: جواب لما، أو هي عاطفة، والجواب محذوف، أي: طاعنت فجاشت، كذا قالوا، وهذا تعسف نشأ من أبي تمام، فإنه حذف بين الجواب اختصاراً كعادته، ولكن كان اللازم لشراحه مراجعة الأصل، والجواب هو قوله:
هتفت فجاءت من زبيد عصابه ... إذا طردت فاءت قريباً فكرَّت
وقوله: علام تقول، على: متعلقة بتقول، وما: استفهامية، ولهذا حذف ألفها، والعاتق: ما بين المنكب والعنق، وهو موضع الرداء، وقد أورده المصنف في شرحه شاهداً علي إعمال "تقول" عمل "تظن".
قال ابن جني في "إعراب الحماسة": يروى برفع الرمح وبنصبه، فأما الرفع فعلى ظاهر الأمر، وأمّا النصب فعلى استعمال القول بمعنى الظن، وذلك مع استفهام المخاطب، وأمّا إذا وإذا في البيت؛ فكل واحدة منهما محتاجة إلي ناصب هو جوابها، وشرحه: أن إذا الأولى جوابها محذوف، كأنه قال: إذا أنا لم أطعن وجب طرحي الرمح عن عاتقي، فدله قوله: علام تقول الرمح .. الخ، على ما أراده، وإذا الأولى وما ناب عن جوابها في موضع جواب إذا الثانية، كأنه قال: إذا الخيل كرت وجب إلقائي الرمح مع تركي الطعن به، وقال التبريزي: إذا الأولي: ظرف ليثقل، والثانية: ظرف لأطعن، وهذا أسهل وأقرب من قول ابن جني، قال الجواليفي في شرح خطبه "أدب الكاتب"قال قوم: يقال: طعن بالرمح يطعن، بضم العين، طعناً وطعن عليه في علم أو نسب أو ما أشبهه يطعن – بفتح العين – طعناناً، وينشدون قول الشاعر:
وأبي ظاهر الشَّناءة إلاّ ... طعناناً وقول مالا يقال