علي ... البيت مع أبيات أخر، وتأول البصريون ذلك بتضمين "رضيت" معنى "عطفت" لأنه إذا رضي عنه فقد عطف عليه، أو أجرى "رضي" مجرى ضده وهو "سخط" فعداه تعديته، فكما يقال: سخط عليه، قيل: رضي عليه. انتهي. وذكر ابن جني في "الخصائص" أن هذا توجيه الكسائي، قال: وكانأبو علي يستحسن قول الكسائي في هذا، لأنه لما كان رضيت ضد سخطت، عدى رضيت بـ "على"، حملاً للشيء علي نقيضه، كما يحمل على نظيره، وقد سلك سيبوية هذه الطريق في المصادر كثيراً فقال: قالوا كذا، كما قالوا كذا، وأحدهما ضد الآخر. انتهي.
وقد عدَّ ابن عصفور هذا من الضرائر فقال: ومنه إنابة حرف مكان حرف، وأورد هذا البيت وغيره، ولم أره لغيره، كيف وقد ورد في القرآن والحديث وغيرهما! وغاية ما قيل فيه أنه لا يطرد في كل موضع، وقد أفرد له ابن جني باباً في "الخصائص" وقد سقناه ملخصاً مع كلام ابن السيَّد في "شرح أدب الكاتب" لابن قتيبة في الشاهد الخامس والعشرين بعد الثمانمائة من شواهد الرضي.
قال الجواليقي في "شرح أدب الكاتب": والبيت من قصيدة للقحيف العقيلي مدح بها حكيم بن المسيب القشيري، وقشير بن كعب بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة، وقشير وعقيل والحريش وجعدة إخوة فكلهم بنو كعب بن ربيعة.
يقول: إذا رضيت عني بنو قشير سرني رضاها. انتهي. وقد تقدم بعض أبيات منها في الإنشاد الواحد والستين بعد المائه مع ترجمة القحيف، وبعده هذا البيت