للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

* فإن قيل: الواو في قوله : ﴿وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ﴾ واو الحال، أم واو العطف؟

وإذا كانت للعطف فعلام عطفت ما بعدها؟

* قلت: فيه وجهان:

- أحدهما: أنه واو الحال، اختاره الزمخشرى.

والمعنى: أيود أحدكم أن تكون له جنة شأْنها كذا وكذا في حال كبره وضعف ذريته؟.

- والثاني: أن تكون للعطف على المعنى، فإن فعل التمني وهو قوله: ﴿أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ﴾ لطلب الماضي كثيرًا، فكأن المعنى: أيود لو كانت له جنة من نخيل وأعناب، وأصابه الكبر، فجرى عليها ما ذكر؟.

وتأمل كيف ضرب سبحانه المثل للمنفق المرائي- الذي لم يصدر إنفاقه عن الإيمان- بالصفوان الذي عليه التراب، فإنه لم يُنبت شيئًا أصلًا، بل ذهب بذره ضائعًا، لعدم إيمانه وإخلاصه.

ثم ضرب المثل لمن عمل بطاعة الله مخلصًا نيتَهُ لله ثم عرض له ما أبطل ثوابه، بالجنة التي هي من أحسن الجنان وأطيبها وأزهاها، ثم سلط عليها الإعصار الناري فأحرقها، فإنَّ هذا نَبتَ له شيءٌ وأثْمَرَ له عمله ثم احترق، والأول لم يحصل له شيء يدركه الحريق.

فتبارك من جعل كلامه حياة للقلوب وشفاءً للصدور وهدى ورحمة (١).


(١) «طريق الهجرتين» (٢/ ٨٠٦ - ٨١٢)، و «إعلام الموقعين» (٢/ ٣١٦)، و «مدارج السالكين» (١/ ٤٣٦) و (٢/ ١٤٧).

<<  <   >  >>