قال بعض المفسرين: بيِّن - أيها الرسول - في شأن الكفار الأغنياء مع المؤمنين الفقراء مثلًا وقع فيما سلف بين رجلين: كافر ومؤمن، وللكافر حديقتان من أعناب، وأحطناهما بالنخيل زينة وفائدة، وجعلنا بين الجنتين زرعًا نضِرًا مثمرًا. وقد أثمرت كل واحدة من الجنتين ثمرها ناضجًا موفورًا، ولم تنقص منه شيئًا، وفجَّرنا نهرًا ينساب خلالهما. وكان لصاحب الجنتين أموال أخرى مثمرة، فداخله الزهو بتلك النعم، فقال لصاحبه المؤمن في غرور وهما يتناقشان: أنا أكثر منك مالًا وأقوى عشيرة ونصيرًا. ثم دخل إحدى جنتيه مع صاحبه المؤمن، وهو مأخوذ بغروره فقال: ما أظن أن تفنى هذه الجنة أبدًا!، وما أظن القيامة حاصلة، ولو فرض ورجعت إلى ربي بالبعث كما تزعم، والله لأجدن خيرًا من هذه الجنة عاقبة لي؛ لأنني أهل للنعيم في كل حال، فهو يقيس الغائب على الحاضر، ولا يعلم أن الغائب فيه الجزاء على الإيمان وفعل الخير. قال صاحبه المؤمن مجيبًا له: أتسوغ لنفسك أن تكفر بربك الذي خلق أصلك آدم من تراب، ثم من نطفة مائية، ثم صوّرك رجلًا كاملًا، فإن اعتززت بمالك =