وقد فسر قوله ﷾: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ بكونه منور السماوات والأرض، وهادي أهل السماوات والأرض، فبنوره اهتدى أهل السماوات والأرض، وهذا إنما هو فعله، وإلا فالنور الذي هو من أوصافه قائم به، ومنه اشتق له اسم النور الذي هو أحد الأسماء الحسنى.
* والنور يضاف إليه سبحانه على أحد وجهين:
إضافة صفة إلى موصوفها، وإضافة مفعول إلى فاعله.
فالأول: كقوله ﷿: ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾ [الزمر: ٦٩]. فهذا إشراقها يوم القيامة بنوره ﷾ إذا جاء لفصل القضاء.
ومنه قول النبي ﷺ في الدعاء المشهور:«أعوذ بنور وجهك الكريم أن تضلني لا إله إلا أنت»(١).
(١) لم أقف عليه بهذا اللفظ، وإنما أخرج مسلم (٢٧١٧) « … أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَنْ تُضِلَّنِي … » والبخاري (٧٣٨٣) نحوه من حديث ابن عباس ﵄.