أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: نال رجل من عرض أخيه عند النّبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ فردّ عليه رجل من القوم؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من ردَّ من عرض أخيه؛ كان له حجابًا من النّار".
ــ
ثم قال: "تمييز: مرزوق: أبو بكر التيمي الكوفي، مؤذن لتيم: روى عن سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد، وعنه ليث بن أبي سليم وإسرائيل وعمر بن محمد بن زيد العمري والثوري وشريك، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: أصله من الكوفة، وسكن الري".
وقال في ترجمته في "التقريب": "ثقة"، وفي الأول: "مقبول"، وقد استغرب بعض طلاب العلم ذلك من الحافظ، ولا يظهر وجه لذلك الاستغراب؛ لأن الحافظ ظن الأول هو الثاني؛ فيعلم حينئذٍ أنه لا غرابة.
قلت: فإن كانا واحدًا؛ كما ظنه الحافظ، وهو الراجح عندي؛ فالحديث صحيح، وإن كان مختلفين؛ فهو حسن؛ لأن مرزوقًا توبع من قبل شهر بن حوشب: أخرجه أحمد (٦/ ٤٤٩)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (١٤٧/ ٢٣٩)، و"الغيبة" (١٥٧/ ١٠٢) من طريق ليث بن أبي سليم، عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء به.
قلت: وهذا إسناد ضعيف -أيضًا-؛ فيه علتان:
الأولى: ليث بن أبي سليم؛ ضعيف الحديث.
الثانية: شهر بن حوشب فيه كلام معروف، والراجح فيه عندي ما قاله الحافظ في "التقريب": "صدوق كثير الأوهام والإرسال".
قال الترمذي: "وفي الباب عن أسماء بنت يزيد".
قلت: أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (٦٨٧)، وأحمد (٦/ ٤٦١)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (٢٤٠)، و"الغيبة" (١٠٣)، وابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٦٣٥)، وأبو الشيخ في "الفوائد" (ق ٨٠/ ب)، وأبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٦٧)، والبيهقي في "الشعب" (٧٦٤٣)، والذهبي في "معجم الشيوخ" (١/ ١٩٨ - ١٩٩) من طريق عبيد الله بن أبي زياد القداح عن شهر عن أسماء به.
قلت: وهذا مع ضعف شهر، فيه عبيد الله هذا؛ وليس هو بالقوي؛ كما في "التقريب".
ولشهر فيه شيخان: أم الدرداء وأسماء بنت يزيد؛ فلا أدري هل أخذه منهما؟ أم اضطرب فيه؟ أم الاختلاف من الراوي عنه.
وأيًا ما كان به؛ فقد توبع كما سبق بيانه.
وبالجملة؛ فالحديث ثابت مقبول، والله أعلم.