حدثنا المحاربي عن (محمد بن)(١) عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن
ــ
الأعمال" (٢/ ٣٨٨ - ٣٨٩/ ٥٠٢) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٨/ ٩٩٩) - عن أبي القاسم البغوي عن سريج بن يونس به.
قلت: وهذا سند ضعيف؛ فيه علتان:
الأولى: الانقطاع بين الحكم بن عُتيبة وأبي الدرداء.
الثانية: محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى؛ صدوق سيىء الحفظ جدًا، وقد اضطرب في هذا الحديث: فتارة يرويه هكذا، وتارة يجعل بين الحكم وأبي الدرداء، ابن أبي الدرداء، وتارة يسميه عباية وتارة يسميه بلالًا.
فأخرجه عبد بن حميد في "مسنده" (١/ ٢١٤/ ٢٠٦ - منتخب) -ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٨/ ٩٩٩) -، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (٢/ ٨٣٧/ ٩٢٦)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (١٠/ ١٦٨)، و"شعب الإيمان" (٦/ ١١٠/ ٧٦٣٤) -ومن طريقهما ابن عساكر (٨/ ٩٩٩) -، والحارث بن أبي أسامة في "مسنده" (٢/ ٨٣٦/ ٨٨١ - بغية)، وابن عساكر (٨/ ٩٨٨ - ٩٩٩) بطرق عن عبيد الله بن موسى، وابن أبي شيبة في "مسنده" (١/ ٤٤/ ٢٨) عن وكيع، كلاهما عن ابن أبي ليلى به.
وفي رواية ابن عساكر من طريق الصغاني سماه بلالًا.
وأخرجه ابن عساكر (٨/ ٩٩٨) من طريق هشام بن عمار من سعيد بن يحيى عن ابن أبي ليلى به.
وسماه عباية بن أبي الدرداء.
لكن للحديث طرقًا أخرى؛ فأخرجه الترمذي (٤/ ٣٢٧/ ١٩٣١)، وأحمد (٦/ ٤٥٠)، وابن أبي الدنيا في "الصمت" (١٥٢/ ٢٥٠)، و"الغيبة" (١١٤)، والدولابي في "الكنى والأسماء" (١/ ١٢٤)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٦/ ١١١/ ٧٦٣٥) من طريق عبد الله بن المبارك، عن أبي بكر النهشلي، عن مرزوق بن أبي بكر التيمي، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء بنحوه.
قال الترمذي: "حديث حسن".
قلت: وهو كما قال - حيث يعني: إسناده ضعيف، جاء من وجوه أخرى ليس فيها متهم؛ كما بينه في أواخر كتابه "السنن"؛ فأظفر به؛ فإنه من المهمات؛ لأن جميع رجاله ثقات غير مرزوق؛ قال الذهبي: "ما روى عنه سوى أبو بكر النهشلي"، وقال ابن القطان الفاسي في "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٦٠١): "ومرزوق هذا لم تثبت عدالته، وهو شبيه بالمجهول الحال، والله أعلم".
لكن قال الحافظ في "تهذيب التهذيب" (١٠/ ٨٧): "أظنه الذي بعده".