أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) - كما في ((المجمع)) (٨/ ٧٨) -، والعقيلي في ((الضعفاء)) (ق ٨٠/ ١) ، ومن طريقه ابن الجوزي في ((الواهيات)) (٢/ ٧١٣) من طريق سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب، قال: بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فآذتنا البراغيث، فسببناها! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تسبوا..... الحديث)) ! قال العقيلي: لا يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في البراغيث شيء)) . ... = =قلت: وهذا السند ساقط جداً. وسعد بن طريف تالف، وقد أجمعوا على ضعفه الإعراض عن حديثه. بل اتهمه ابن حبان بالوضع. والأصبغ بن نباتة مثله أيضاً. قال ابن معين: ((ليس بثقة)) . وتركه النسائي وابن حبان. بل كذبه أبو بكر بن عياش. وله شاهد حديث أنس - رضي الله عنه -، هو خير من الأول لكنه منكر. أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (١٢٣٧) ، والبزار (٢/ ٤٣٤) ، وأبو يعلى في ((مسنده)) (ج٥/ رقم ٢٩٥٩) ، والطبراني في ((الأوسط)) - كما في ((المجمع)) (٨/ ٧٧) ، والحكيم الترمذي في ((نوادر الأصول)) (٧٠/٢) ، والعقيلي في ((الضعفاء)) (ق ٨٧/٢) ، وابن عدي في ((الكامل)) (٣/١٢٥٧- ١٢٥٨) ، وابن حبان في ((المجروحين)) (١/ ٣٥٠) ، والسلمي في ((طبقات الصوفية)) (ص - ١٨١) من طريق سويد بن إبراهيم أبي حاتم، عن قتادة، عن أنس أن رجلاً سب برغوثاً عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لا تسبه فإنه أيقظ نبياً من الأنبياء للصلاة)) . قال العقيلي: ((لا يصح في البراغيث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء)) . قلت: وسند هذا الحديث ضعيف. وعلته سويد بن إبراهيم.
قال الساجي: ((حدث عن قتادة بحديث منكر)) . فلعله يعني هذا. وقال ابن عدي: ((حديثه في قتادة ليس بذاك)) . وقال ابن معين والبزار: ((لا بأس به)) . وقال أبو زرعة: ((ليس بقوي، وحديثه حديث أهل الصدق)) . وأسرف فيه ابن حبان كما قال الذهبي (٢/ ٢٤٧) .
قلت: فحاصل الكلام فيه أنه صدوق، في حديثه عن قتادة ضعف، وهذا الحديث من روايته عن قتادة. ولكنه توبع. قال ابن عدي: ((وقد حدث به قتادة، عن أنس - كما حدث سويد: سعيد بن بشير)) وكذا قال البزار. ولكن سعيد بن بشير ضعيف في قتادة خاصة. قال محمد بن عبد الله بن نمير، والساجي: ((حدث عن قتادة بمناكير)) . وقال البزار وابن عدي: ((لا بأس به)) . ... = =وقال أبو حاتم وأبو زرعة: ((محله الصدق عندنا)) . فحاله مثل سويد بن إبراهيم، وكلاهما يروي عن قتادة المناكير. وخلاصة البحث أن الحديث ضعيف. والله أعلم.