أخرجه الترمذي (٣٥٦٢) ، وابن ماجه (٢٨٩٤) ، وأحمد (٢/٥٩) ، من طريق سفيان الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، أنه استأذن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في العمرة، فقال: ((يا أخي.... الحديث)) . وقد رواه عن سفيان هكذا جماعة منهم: ((وكيع بن الجراح، وعبد الرزاق)) وتابعه شعبة بن الحجاج، عن عاصم به. أخرجه أبو داود (١٤٩٨) ، وأحمد (١/٢٩) ، وابن السني في ((اليوم والليلة)) (٣٨٧) ، والبيهقي (٥/٢٥١) . وقد رواه عن شعبة هكذا جماعة منهم: ((سليمان بن حرب، ومحمد بن جعفر، وأبو الوليد الطيالسي، وحجاج بن منهال، وعمرو بن مرزوق)) . وقد روى عن سفيان وشعبة من وجوه أخرى، عن عبد الله بن عمر أن عمر استأذن.... الخ) . فصار الحديث في ((مسند ابن عمر)) بدلاً من ((مسند عمر)) . أخرجه ابن حبان في ((المجروحين)) (٢/ ١٢٨) ، والبيهقي (٥/ ٢٥١) ، والخطيب في ((التاريخ)) (١١/ ٣٩٦- ٣٩٧) من طريق سفيان، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم عن أبيه قال: استأذن عمر النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم العمرة.... الحديث. وقد رواه عن سفيان محمد بن يوسف الفرياني، وقبيصة، وقاسم بن يزيد. وأخرجه ابن السمعاني في ((أدب الإملاء)) (ص - ٣٦) من طريق عبد الرحمن بن مهدي، عن شعبة، عن عاصم بسنده سواء فوافقهم في جعله من مسند ((ابن عمر)) . ... = = قلت: ويحتمل أن يكون هذا من ابن عمر رضي الله عنهما، ويرويه عن نفسه على سبيل الحكاية، ويذكره عن أبيه على سبيل الرواية ونظائر هذا كثيرة. لكن علة الحديث هي عاصم بن عبيد الله. فقد ضعفه أحمد وابن معين، ويعقوب بن شيبة. وقال البخاري، وأبو حاتم: ((منكر الحديث)) . وزاد أبو حاتم: ((مضطرب الحديث، ليس له حديث يعتمد عليه)) .
وقال النسائي: ((لا نعلم مالكاً روى عن إنسان مشهور بالضعف إلا عاصم بن عبيد الله)) . فالغريب أن يقول الترمذي - رحمه الله -: ((حديث حسن صحيح)) . وقد روى بإسناد آخر إلى ابن عمر ظاهره الجودة.
فأخرجه الخطيب (١١/ ٣٩٦) من طريق أبي عمر، محمد بن العباس بن حيويه، حدثنا أبو عبيدة علي بن الحسين بن حرب القاضي، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، حدثنا أسباط، عن سفيان الثوري، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: أستأذن عمر.... الحديث. قال الأزهري: ((لم نكتبه من طريق الثوري، عن عبيد الله بن عمر إلا عن أبي عمر)) . وقال البرقاني: ((قيل هذا لا يتابع عليه أبو عبيد، وإنما الصحيح ما حدث به الزعفراني عن شبابة، عن شعبة، عن عاصم بن عبيد الله، عن سالم، عن ابن عمر، عن عمر)) . قلت: العهدة عندي ليست على هذين، وإنما على أسباط بن محمد، لأن الجماعة رووه عن الثوري، عن عاصم بن عبيد الله عن سالم، عن ابن عمر. وروايتهم أولى بغير شك، هذا إذا كان ثقة لا أشكال فيه، فكيف وفي روايته عن الثوري ضعف، كما صرح بذلك الحافظ في ((التقريب)) . وقد قال ابن معين: ((ليس به بأس، وكان يخطئ عن سفيان)) . فرجع الحديث إلى رواية عاصم بن عبيد الله، وقد تقدم الكلام فيه. والله أعلم.