وقد بلغنا النكاح. فجئنا لتؤمرنا علي بعض هذه الصدقات. فنؤدي إِليك كما يؤدي الناس. ونصيب كما يصيبون. قال: فسكت طويلاً حتى أردنا أن نكلمه ُ. قال: وجعلت زينب تلمع علينا من وراء الحجاب أن لا تكلماه. قال: ثم قال: " إِن الصدقة لا تنبغى لآل محمد. إِنما هي أوساخ الناس. ادعوا لي محمية [وكان علي الخمس] ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب " قال: فجاءاه. فقال لمحمية:" أنكح هذا الغلام ابنتك "[للفضل بن عباس] فأنكحه. وقال لنوفل بن الحارث:" أنكح هذا الغلام ابنتك "[لي] فأنكحني. وقال لمحمية:""أصدق عنهما من الخمس كذا وكذا ". قال الزُّهري: ولم
يسمه لي. وأخرجه الطحاويُّ في " شرح المعاني " [٢/٧] ، والبيهقيُّ في" سننه" [٧/٣١] من طريق جويرية بسنده سواء. ونقل السيوطي في " الديباج [٣/١٧٢- بتحقيقي] عن النسائيّ أنه قال: " لا نعلمُ أحداً روى هذا الحديث عن مالكٍ، إِلَاّ جويرية بن أسماء ".
(قُلْتُ رضي اللَّهُ عنك!
فلم يتفرَّد به جويرية، فقد تابعه سعيد بن داود، قال: حدثنا مالك بن أنسٍ، أن ابن شهاب حدثه أن عبد الله بن أبي عبد الله بن نوفل بن الحارث، حدثه أنَّ عبد المطلب بن ربيعة بن الحرث حدثه، قال: اجتمع ربيعة بن الحرث، وعباس بن عبد المطلب، فقالا: والله لو بعثنا هذين الغلامين لي والفضل بن عباس إِلي رسول الله صَلي الله عَليه وسلم فكلَّماه، فأمرهما علي هذه الصدقة، فأديا ما يؤدي الناس، وأصابا ما يصيب الناس؛ قال: فبينا هم كذلك، جاء علي بن أبي طالب، فدخل عليهما فذكرا ذلك له؛ فقال علي: لا تفعلا