تنبيه: ظن بعضهم أن قوله: (عن الزهري) أي: موقوفاً عليه، وهو فاسد لما بيناه. قوله: (وقال عقيل ومعمر إلخ)، قال الكرماني: الفرق بين رواية الزبيدي، وابن أخي الزهري، وإسحاق بن يحيى، وبين رواية عقيل ومعمر: أن الأولى متابعة، والثانية مقاولة. اهـ. ومراده بالمقاولة الإتيان فيها بصيغة (قال). وليس في اصطلاح المحدثين صيغة مقاولة، وإنما السر في تركه عطف رواية عقيل ومعمر، على رواية يونس ومن تابعه، أنهما أرسلا الحديث، وأولئك وصلوه، أي: أنهما خالفا يونس ومن تابعه فأرسلا الحديث. فأما رواية عقيل فوصلها الذهلي في (الزهريات). وأما معمر فاختلف عليه، فرواه عبد الله بن المبارك، عنه مرسلاً. كذلك أخرجه ابن سعد، وأبو يعلى من طريقه. ورواه عبد الرزاق، عن معمر موصولاً، لكن قال: (عن عائشة) بدل قوله: (عن أبيه) كذلك أخرجه مسلم. وكأنه رجح عنده لكون عائشة صاحبة القصة، ولقاء حمزة لها ممكن. ورجح الأول عند البخاري لأن المحفوظ في هذا عن الزهري من حديث عائشة، روايته لذلك عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عنها. ومما يؤيده أن في رواية عبد الرزاق، عن معمر متصلاً بالحديث المذكور أن عائشة قالت: (وقد عاودته، وما حملني على معاودته إلا أني خشيت أن يتشاءم الناس بأبي بكر ... ) الحديث. وهذه الزيادة إنما تحفظ من رواية الزهري، عن عبيد الله، عنها، لا من رواية الزهري، عن حمزة. وقد روى الإسماعيلي هذا الحديث عن الحسن بن سفيان، عن يحيى فى سليمان شيخ البخاري فيه مفصلاً، فجعل أوله من رواية الزهري، عن حمزة، عن أبيه، بالقدر الذي أخرجه البخاري. وآخره من رواية الزهري عن عبيد الله، عنها. والله أعلم". وأخرجه النسائي في "عشرة النساء" برقم (٣٩٠) من طريق صفوان بن عمر، =