وقال القاضي عياض: "قال جميع أهل الحديث: هذا وهم من ابن شهاب، فوهم من خاتم الذهب إلى خاتم الورق. والمعروف من روايات أَنس- من غير طريق الزهري- اتخاذه - صلى الله عليه وسلم - خاتم فضة ولم يطرحه، وإنما طرح خاتم الذهب كما ذكره مسلم في باقي الأحاديث". وقال البيهقي في السنن ٤/ ١٤٣: "ويشبه أن يكون ذكر الورق في هذه القصة وهماً سبق إليه لسان الزهري فحمل عنه على الوهم، فالذي طرحه هو خاتمه من ذهب ثم اتخذ بعد ذلك خاتمه من ورق. ورواية ابن عمر تدل على أن الذي جعله في يمينه هو خاتمه من ذهب ثم طرحه، فيشبه أن يكون الغلط في رواية يونس، عن الزهري، عن أَنس، وقع في هذا، فيكون أَنس بن مالك إنما ذكر اليمين في الذي جعله من ذهب كما بينه عبد الله بن عمر، فسبق لسان الزهري إلى الورق، ووقع الوهم في رواية من روى عن الزهري ذكر اليمين في الورق. والله أعلم". واضطرب الناس الخواتيم: أمروا بضربها، صاغوها. واضطرب: افتعل من الضرب، وهو الصياغة والطاء بدل من التاء. وانظر "فتح الباري" ١٠/ ٣١٨ - ٣٢٧، وشرح مسلم للنووي ٤/ ٨٠٣ - ٨٠٦، والإلزامات والتتبع للدارقطني ص (٣٠٩ - ٣١١)، وشرح الموطأ للزرقاني ٥/ ٣٤٠ - ٣٤١، وإحكام الأحكام ٤/ ٢٢٠، وحديث أَنس في مسند الموصلي برقم (٣٠٠٩، ٣٠٧٥، ٣٢٧١، ٣٢٧٢، ٣٥٣٦، ٣٥٣٧، ٣٥٤٤، ٣٥٨٤، ٣٨٢٧، ٣٨٩٦، ٣٩٣٦، ٣٩٤٣) وهي المتعلقة بخاتم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-،وجامع الأصول ٤/ ٧٠٥ - ٧١٤. (١) انظر الحديث (٢٠٩٣) (٦٠) باب: في طرح الخاتم، في صحيح مسلم، وانظر التعليق السابق.