للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٠٤ - حَسَبَمَا جَاءَتْ بِهِ أَدِلَّةْ … فِي مُحْكَمِ الْقُرْآنِ مُسْتَقِلَّةْ

٨٠٥ - وَمَا اقْتَضَى تَفَاوُتًا لَا يَلْزَمُ … أَنْ يُوجَدَ الضِّدُ لَهُ يَسْتَلْزِمُ

٨٠٦ - فَبَابُ ذِكْرِ فَاضِلٍ وَأَفْضَلِ … فِي كَوْنِهِ لَا يَقْتَضِي نَقْصًا جَلِى

٨٠٧ - وَوَاضِحُ النَّصِّ عَلَى ذَاكَ يَدُلّ … كقَوْلهِ سُبْحَانَهُ تِلْكَ الرُّسُلْ

٨٠٨ - وَضَرْبُهَا الْآخِرُ مَا يَمْتَزِجُ … وَعَكْسُهُ فِي طَيِّهِ يَنْدَرجُ

وذلك كله مقطوع به "حسبما جاءت به أدلة" واردة في "محكم الكتاب" العزيز "مستقلة" بإفادة هذا الأمر، فكانت نصا فيه قال تعالى: {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٥)} [الزخرف: ٧٥] وقال - سبحانه -: {لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} [الأعلى: ١٣] وقال عز وجل: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: ٧٣]، "و" أما "ما اقتضى" من الأدلة أن في درجات الجنة ودركات النار "تفاوتا" مما يقتضي أن في النار من يخف عنه العذاب، وذلك رحمة، وأن في الجنة من صد بعمله عن درجات من هو أعلى منه رتبة، وهذا أمر مكدر لتنعمه في الجنة، وهذا معنى ممازجة المفسدة، فإن الجواب عن ذلك هو أنه "لا يلزم" بل لا يصح "أن يوجد" مع نعيم الجنة "الضد له" وهو العذاب "يستلزم" ما ذكر من وجود هذا التفاوت، لأنه وإن حصل، فإنه لا يلزم منه نقيض ولا ضد، وبذلك "فـ" هو ليس إلا من "باب ذكر فاضل وأفضل" كما إذا قلت "فلان عالم" فقد وصفته بالعلم، وأطلقت ذلك عليه إطلاقا بحيث لا يستلزم في حصول ذلك الوصف له على كماله، فإذا قلت: "وفلان فوقه في العلم" فهذا الكلام يقتضي أن الثاني حاز رتبة في العلم فوق رتبة الأول، ولا يقتضي أن الأول متصف بالجهل ولو على وجه ما، وهكذا كل ما أشبه هذا "في كونه لا يقتضي" حصول التفاوت فيه "نقصا جلى" أي بينا واضحا "وواضح النص" - فيه إضافة الصفة للموصوف - أي من النص الواضح من كتاب الله - تعالى - "على ذاك" وهو عدم دلالة التفاوت على النقص "يدل" كقوله - عز وجل -: {وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ} [الإسراء: ٥٥] وكقوله تعالى سبحانه: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [البقرة: ٢٥٣] "و" أها "ضربها" أي مصالح الآخرة ومفاسدها "الآخر" فإنه "ما" أي الذي "يمتزج" أي يختلط فيه ما ذكر من المصلحة والمفسدة "و" بذلك يكون "عكسه" وهو المفسدة إن كان مصلحة، أو المصلحة إن كان مفسدة "في طيه" أي مثناته "يندرج" أي ينطوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>