بترتيب منزلكن وتربية أولادكن تربية جدية لا تربية دلع وتخنيث، فتشب الأولاد أشد تأنثاً من الإناث إلى آخر ما هنالك من النقائص التي لا تخفى على بصيرتكن - وإذا كنا معاشر الرجال لا نحترم إلا المتفرنجة، وإن كانت محتقرة، ونحتقر الغير متفرنجة، وإن كانت محترمة، فهذا سقوط منا فعلمننا يا رعاكن الله أن نحترم فيكن الأدب والفضل والجد والترتيب والعلم الصحيح، لا أن نحترم القبعة إذا حجبت دائرتها نور الشمس والبرد إذا قيد أرجلكن حتى تتدحرجن وتتزحلقن كلما عثرت قدم لكن - وما أكثر ما تزل القدم في تلك المقيدات!
سأغضبكن يا سيداتي بكلامي هذا وإن كان عن حسن نية وسأغضب صاحب الزهور باضطراري إياه إلى نشره، لأنه متفانٍ بخدمتكن، ولكن متى علمتن أنني أطوع لكن من البنان وإنني لا أرى للحياة معنى إلا بوجودكن، حملتم كلامي على محمل الإخلاص. وموقتاً أخفي اسمي خوفاً من غضبكن والسلام على من اتبع هدى.
حسون
[إحياء الآداب العربية]
ذكرنا في الجزء الماضي (ص ٤٩٤) المذكرة التي قدمها إلى مجلس النظار عطوفة رئيسه بشأن إحياء آداب العرب وننشر الآن كما وعدنا ملخص التقرير المقدم بهذا الموضوع من سعادة أحمد حشمت باشا ناظر المعارف:
رئيس مجلس النظار عطوفتلو أفندي حضرتلري
تفضلتم عطوفتكم بدعوتي لدرس المفكرة المقدمة من حضرة أحمد بك زكي عن الأسباب والوسائل المؤدية لإحياء العلوم والآداب العربية بمصر مع