كله، هكذا قل عن وجود صفوة من النساء الكريمات اللاتي لا يغنين شيئاً عن المجموع وهو وأبيك بعيد عن الكمال. . . كما لا تجهلين.
وعليه فالكاتبتان متفقتان على أن في الجنس اللطيف ما يستدعي الإصلاح والإصلاح العاجل، ولم تختلفا على وجود البعض منهن متحلياً بحلى الأدب والفضل. وأكبر شاهد على
أن الكتابة الأولى لم تقصد أن تنفي كل مليحة عن بنات جنسها أنها مبدئياً تعتقد أنها هي نفسها على الأقل في معزل عن تلك الشوائب التي تدعو أخواتها إلى الإقلاع عنها. والكاتبة الثانية أثبتت لنا عملياً وجود هذا البعض بما كشفته لنا عن أسرار المرأة الفاضلة وتفننها بالتبديل والتعديل، حتى يخال المرء أن كل شيء عندها جديد حين يكون قد أكل الدهر عليه وشرب. . .
كل هذا حسن يا سيدتي والأحسن منه - وإن غاظكن - هو أن تعلمن أن عمار الكون متوقف على حسن رأيكن، وأنا اعتقد أن خراب الكون لا يهمكن كثيراً إذا عمرت الدائرة الصغيرة التي توجد فيها كل واحدة منكن. وعليه فأقول لسيادتكن إن هذه الدائرة التي تعشن بها لا تعمر ولا تصلح إلا بصلاحكن: الود والبنت يتمشيان على آثار والدتهما أكثر من اقتفاء أثر والدهما. والتربية البيتية - وهي أساس كل شيء حسن في العائلة - منوطة بالمرأة دون الرجل.
فإذا أقلعت المرأة عن؟ الزخارف والرفارف والمشارف والحرير أحسنت إلى نفسها وإلى أولادها وكل من حواليها.
فبالله عليكن يا سيداتي اتركن التفرنج والتزخرف واهتممن قليلاً