- نعم ولكن قتله لتلك الفتاة المسيكة - كما أفاد جاكوبو وامرأته - لمما يسمه بسمة الدناءة والعار.
- إن في الأمر لسراً. فقد أمر الحاكم بتوقيف هذين الشخصين، فإن في أعمالهما وأقوالهما ما يفتح مجالاً للشكوك. خصوصاً أن ليس من يعرف لهما هذه النسيبة التي وجدت مقتولة في منزلهما، فإن جاكوبو. . .
انقطعا عن الكلام لأن الحاكم بعينه كان قد دخل يتبعه أربعة من الرجال حاملين جثة فتاة، فقال الحاكم لأحد أتباعه: دعوا الجثة قرب السجين، وابق أنت هنا لاحظ كل حركاته فإن كلمة واحدة تكفي لإرشادنا إلى الحقيقة.
قال هذا وانصرف، فأدخلوا الجثة ووضعوها قرب أنجلو دون أن يكلموه. ولم ينتبه هو لهم لأنه كان كالمغمى عليه من شدة الألم. وبعد قليل أفاق من غيبوبته فرأى على نور السراج الضئيل شيئاً بالقرب منه. فجر قيوده بكل عجز حتى وصل إليه. . . فلمس شيئاً بارداً. . . جثة إنسان. . . فرفع النقاب الذي كان يستر الوجه، فانتفض جسمه ثم بقي مدة صامتاً جامداً. . . وصرخ: إميلي. . .!
عند الصباح دخل الحاكم إلى السجن وسأل الرجل عما كان من أمر السجين فأشار الرجل ونظر الحاكم. . . جثة على جثة.
[آثار العباسيين في بغداد]
تشتغل لجنة ألمانية مؤلفة من ١٥٠ شخصاً في بلدة سامراء من أعمال ولاية بغداد للتنقيب عن الآثار القديمة، بدأت بحفر الجامع الكبير المشهور بجامع الملوية فظهر أثر المحراب والأسطوانات والشاذروان. وكل هذه الأبنية بالجص، وهي من بنايات خلفاء بني العباس وقد مضى عليها نحو ألف سنة وهي ثابتة الأساس متقنة الصنع والهندسة، وبعد أن أخذ رسمها بالتصوير الشمس شرع العملة يحفرون من جهة نهر دجلة الحمامات والآبار وهي بمنية بالطين لا بالآجر ومبيضة بجص منقوش نقشاً هندسياً لطيفاً لا مثيل له في هذه الأيام.