للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولولا الأمانةُ في المشورة لَوَدِدْتَ أن تُقطعَ يدُه يوماً ورجلُه يوماً وسائرُ جسدِه يَوْماً يوماً. . . . . .

الحثّ على قبول النصح وإن كان مُرّاً

قالوا: من أحبّك نَهاك، ومن أبْغَضَك أغْراكَ

وقال بعضُ الحكماءِ: من أوْجَرَكَ المُرَّ لتَبْرأ أشفقُ عليك مِمّنْ أوْجَرَك الحلوَ لتسقمَ. يقال: أوْجَرَه الدواء: سقاه إيّاه. والوَجور: الدواء الذي يُصبُّ في الفم

[عتاب من لم يقبل النصح]

قالوا: من لم يقبل رأيَ أصحابه وإن أحْزَنوه عاد ضررُه عليه، كالمريض الذي يتركُ ما يصف لهُ الطبيبُ ويعمِدُ إلى ما يشتهيه فيهلك. وقال الله تعالى حكاية عن صالح: {لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ}

وقال العَرْجيُّ:

عَرضْتُ نصيحةً منّي ليحيى ... فقال: غَشَشْتَني والنُّصحُ مُرُّ

[ضياع النصح لمن لا يقبله]

قال الشاعر:

وما خيرُ نصحٍ قيلَ لا يُتَقبَّلُ