بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ}، والدَّهر: الزمانُ الطويل ومُدَّةُ الحياةِ الدنيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تسبّوا الدهرَ، على تأويل: لا تسبّوا الذي يفعل بكم هذه الأشياء فإنكم إذا سببتم فاعلَها فإنّما يقع السبُّ على الله تعالى لأنّه الفاعلُ لها لا الدهر. . . وقد تقدم ذلك.
وقال أبو بكر الخوارزمي قريباً من هذا المعنى الذي نُعالجه:
وكم نَكْنِي وكَمْ نَهْجُو اللَّيالي ... وليسَ بِخَصْمِنا إلا القَضاءُ
وقال رجلٌ للأصمعيّ: فَسَدَ الزمانُ، فقال:
إنّ الجَديدَينِ في طُولِ اخْتِلافِهِما ... لا يَفْسُدَانِ ولَكِنْ يَفْسُدُ الناسُ
والبيت المشهور في هذا هو قول بعضهم:
نَعيبُ زَمانَنا والعيبُ فينا ... ولو نَطَقَ الزَّمانُ بِنا هَجانا
وقال المتنبّي:
ألا لا أُرِي الأحْداثَ حَمْداً ولا ذَمّا ... فما بَطْشُها جَهْلاً ولا كفُّها حِلْما
وقال بعض الصالحين لأبي العتاهية: أيُّ خلقِ اللهِ أصغرُ عندَه؟ قال: الدُّنيا، لا تساوي عندَ اللهِ جناحَ بعوضة، قال: أصغر منها مُحِبُّها. . .
المسرّة من حيث تُخشى المضرّة
قال أبو عمرو بن العلاء: طلب الحجّاجُ بن يوسف الثقفيّ أبي، فخرج