قالوا: الشَّمّاخ؛ قال: أبْلِغوا غَطفانَ أنّه أشعرُ العَرب؛ قالوا: وَيْحك! أهذه وَصِيّةٌ! أوْصِ بما يَنْفَعك! قال: أبْلِغوا أهلَ ضابِئٍ أنّه شاعرٌ حيث يقول:
لِكُلِّ جَديدٍ لَذَّةٌ غَيْرَ أنّني ... رأيْتُ جَديدَ المَوْتِ غَيْرَ لَذيذِ
قالوا: أوْصِ وَيْحك بما يَنْفعُك! قال: أبلِغوا أهلَ امْرئِ القيسِ أنّه أشعرُ العربِ حيثُ يقول:
فيا لَكَ مِنْ لَيْلٍ كأنَّ نُجومَهُ ... بِكُلِّ مُغارِ الفَتْلِ شُدَّتْ بيَذْبُلِ
قالوا: اتَّقِ اللهَ ودَعْ عنكَ هذا؛ قال: أبلِغوا الأنصارَ أنَّ صاحِبَهم أشعرُ العربِ حيث يقول:
يُغْشَوْنَ حتّى ما تَهِرُّ كِلابُهم ... لا يَسْألونَ عَنِ السَّوادِ المُقْبِلِ
قالوا: هذا لا يغني عنك شيئاً، فقُلْ غيرَ ما أنتَ فيه، فقال:
الشِّعْرُ صَعْبٌ وطويلٌ سُلَّمُهْ ... إذا ارْتَقَى فيه الّذي لا يَعْلَمُهْ
زَلَّتْ بهِ إلى الحَضِيضِ قَدَمُهْ ... يُريدُ أنْ يُعْرِبَه فيُعْجِمُهْ
قالوا: هذا مثلُ الذي كنتَ فيه، فقال:
قَدْ كُنْتُ أحياناً شديدَ المُعْتمَدْ ... وكنتُ ذا غَرْبٍ على الخَصْمِ ألَدّ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute