وفيها فوّض الناصر إلى حسن بن عجلان سلطنة الحجاز، فاتفق موته نائب ابن نُعَيْر وقَرّر حسن مكانه أَخاه عجلان بن نعير فثار عليهم جماز بن هبة الذي كان أَمير المدينة وأَرسل إلى الخدّام بالمدينة يستدعيهم فامتنعوا، فدخل المسجد النبويّ وأَخذ ستارَتَيْ باب الحجرة وطلب من الخدام تسعة آلاف درهم على أن لا يَتَعَرَّض للحاصل، فامتنعوا، فضرب كبيرهم وكسر القُفْل وأَخذ عشر حوائج خاناه وصندوقين كبيرين وصندوقًا صغيرا بما في ذلك من المال وخمسة آلاف شقة بطائن، وصادر بعض الخدّام، ونزح عنها فدخل عجلان ابن نُعير ومعه آل منصور فنودِيَ بالأمان، ثم قدم عقبه أَحمد بن حسن بن عجلان ومعهم عسكر وصحبتهم أَبو حامد بن المطري متولّيًا قضاءَ المدينة عوضًا عن الشيخ أَبي بكر بن حسين، وباشر ذلك في أثناء السنة فلم تطل مدته ومات في آخرها.
وفيها جُهِزَ الدينار الناصري على زنة الإفلوري وتعامل به الناس.
وفي شعبان صرف ابن حجيّ عن القضاءِ وأُعيد ابن الإخنائي ونقم عليه مكاتبة نوروز فبُرطل بثلاثمائة ثوبٍ بعلبكي فانطلق، ثم قدم توقيع ابن حجّي فعاد إلى القضاء وصُرف الإخنائي، وصُرف الباعوني عن خطابة دمشق وقُرر فيها القاضي ناصر الدين بن البارزي.
وفي التاسع منه قدم يشبك الموساوي دمشق فتلقَّاه شيخٌ وأَكرمه وتوجّه مِن عنده إلى حلب، ثم رجع في أَواخر رمضان فأَكرمه شيخ وأَعاده إلى القاهرة.
وفي نصف شعبان قرئ كتابُ الناصر بدمشق بإلزام الناس بعمارة ما خرب من المدارس بدمشق.
وفيه استقرّ ناظر الجيش بدمشق ناظرًا على القدس والخليل وناظرَ أَوقافها.
وفيه قَرر شيخ أَلطَنْبُغَا القرمشي حاجبَ الحجاب بدمشق عوضا عن برسباي بحُكْم تَسحُّبه.