للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجدّدوه كما تقدَّم. ثم ظهر أنه لا استحقاق لهم فهُدِم، وحصَلَ لأهل تلك النّاحية سرور كبير بذلك، فإنّ مَن كانوا به من الحبوش كانوا يستطيلون على مَن فيه وعلى مَن يمرّ به، فانخفضت دولتهم وانحطّت رتبتهم، ولله الحمد.

وفي ذي القعدة قدم نائب حَلَب (١)، ولاقاة السلطان بالمطعم، وخَلع عليه، ثم قَدَّم هديّةً هائلةَ، وقدم كاتب السر بها (٢) وكان قدم صحبته تقدمة أيضًا.

وفي أواخر ذى الحجة طرق جمع من الفرنج في عدّة مراكب ساحلَ ألطينة (٣) فأخذوا مركبين للتجار بما فيهما وأسروا مَن فيهما ثم طرقوا السّاحل فأحرقوا ما فيه من المراكب ونهبوا ما قدروا عليه.

* * *

[ذكر من مات في سنة أربع وأربعين وثمانمائة من الأعيان]

١ - أحمد بن إسماعيل (٤) بن قطب الدين القلقشندى، مات في الثامن من ذي الحجة وكان أكبر من بقى من شهود مودع الحكم، سمع الحديث [من التقى (٥) الدجوى] واشتغل [في النحو على موسى الدَّلاصى]، وكان حسن الكتابة، يتقن المباشرة، وفيه شهامة، وأنجب عدة أولادٍ منهم ولدُه علاء الدين وهو أمثلهم طريقة. [مات وقد] قارب الثمانين (٦).

٢ - أحمد بن أبي بكر بن رسلان بن نصير بن صالح البلقيني المعروف بالعُجَيْمي، قاضي المحلّة الكبرى بالغربيّة، شهاب الدين، مات في يوم الثلاثاء (٧) رابع عشر جمادى الأولى عن أكثر من ثمانين سنة، ثم ذكر لى ولده أوحد الدين محمد أنه وُلد سنة ٦٧ فأكمل سبعًا وسبعين سنة،


(١) كان نائب حلب وقتذاك هو قاني باى الحمزاوي وكان قدومه باستدعاء جقمق الذي لاقاه بمطعم الطير.
(٢) أي بحلب.
(٣) كان ساحل الطينة مركز حراسة عسكرية وهو واقع شرقي بورسعيد الحالية، انظر على مبارك: الخطط التوفيقية ١٨/ ١٣٤، ١٣٥.
(٤) جاء في هامش هـ بخط البقاعي: "ابن محمد بن إسماعيل بن علي"، وبهذا الاسم أيضًا ترجم له السخاوي في الضوء اللامع، ج ١ ص ٢٤٣.
(٥) أضيف ما بين الحاصرتين بعد مراجعة ترجمته في الضوء اللامع.
(٦) انظر ترجمته في البقاعي، عنوان الزمان، برقم ٣٢٩.
(٧) الوارد في الضوء اللامع ج ١، ص ٢٥٤ أنه مات عصر الاثنين ١٣ جمادى الأولى، ويؤكد هذا قول البقاعي في هامش هـ: "بل في عصر يوم الاثنين ثالث عشره" وجاء في ترجمته الواردة بعنوان الزمان برقم ٨ "توفى بالمحلة عصر يوم الاثنين ثالث عشر جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وثمانمائة ودفن صبيحة يوم الثلاثاء".