للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وانتهت الزيادة في النيل إلى تغليق العشرين ذراعًا، وهبط في أواخر توت بسرعة، وبادروا إلى الزرع، وهبت ريح باردة نحو أسبوع، ثم عاد مزاج فصل الخريف على العادة، ولبس السلطان الصوف قبل العادة القديمة وذلك في العشرين من بابه، وصادف تلك الليلة أن أمطرت السماء وهبت الريح الباردة يومين، ثم عاد الحر أثناء الليل.

* * *

[شهر جمادى الآخرة]

أوله الثلاثاء.

فيه سافر على بن حسن بن عجلان بن رُمَيْثَة المكّي الحسنى أميرًا على مكة، عوضًا عن ابن (١) أخيه أبى البركات، وصحبته يشبك الصوفي أحد الأمراء، ليقيم بمكة عوضًا عن سوُدون المحمدي، وصحبته الأجناد على العادة، وسافر معهم نُوَيْس قليل.

* * *

وفى يوم الخميس تاسع شهر رجب استقر الأمير زين الدين عبد الرحمن (٢) بن القاضي علم الدين بن الكُوَيْز في الأستادارية الكبرى، وصرف طوغان، ثم أفرج عنه سريعًا، واستمر زين الدين يحيى قريب ابن أبي الفرج ناظر الديوان المفرد على حاله، وأُلِزم بالتكفية.

وفى يوم الاثنين سابع عشرينه استقر الأمير شهاب الدين أحمد بن علي بن إينال في إمرة الإسكندرية. وصرف أسنبغا الطياري بحسب سؤاله ولم يسافر [الشهاب أحمد بن عليّ] حتى بلغه خروج الطياري من الاسكندرية، فتوجه في أواخر شعبان، وقدم الطياري في ثامن عشر شهر رمضان واستمر على إمرته بتقدمة ألف.

وحضر من الاسكندرية الرماة في رجب ومعهم صفةُ قلعة من خشبِ فقدموها للسلطان، ورموا عليها بحضرته بقوس الرِّجْل، فخرج منها صورة شخص بسيف وترس،


(١) كذا في الأصل وفي هـ عن أخيه أبي البركات والصواب "عن أخيه السيد بركات". وانظر غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام، ج ٢ ص ٤٩٠.
(٢) هو عبد الرحمن بن داود بن عبد الرحمن بن العلم الكركي الشوبكي الأصل، المولود سنة ٨٠٥، وقد نشأ بزي الجند.