للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتسلطت الدودة على البرسيم فأكلت منه الأكثر، فغلا - بسبب ذلك - البرسيم؛ حتى كانت قيمته قدْر العام الماضي مرةً ونصف مرة أو أزيد، ثم توالت الأمطار وحصل النفع بها.

* * *

وفى يوم الاثنين حادي عشريه دخل أحمد بن إينَال وصحبته جماعة من عرب بَليّ قُبض عليهم، فأمر بتسميرهم وتوسيطهم، وهم الذين كانوا في آخر سنة ٤١ قطعوا الطريق على الحاج، ونهبوا منه أموالا عظيمة، وهلك بسبب ذلك خلائق من النساء والأطفال والرجال بالجوع والعطش.

* * *

[شهر شعبان]

أوله الخميس.

[شهر رمضان]

أوله الجمعة.

في الثاني والعشرين منه وصلت الحمّالةُ الذين حملوا الحاج الرجبية، وذكروا أنهّم فارقوهم وهم بخير، وقد انحطّ السعر قليلًا، وكان الحمل الدقيق بلغ ثلاثة عشر دينارًا فنقص دينارًا، وكان شاع بالقاهرة أنه بلغ العشرين أو زاد، فظهر كذب تلك الإشاعة.

* * *

وفى التاسع منه ثار العامة بدمشق على النائب بها، فهجموا عليه في دار السعادة وفتحوا الطبلخاناه فضربوها (١) فتجمعوا، وكان السبب في ذلك أنّ شخصًا يقال له عبد الرزاق، خَدمَ بَرْدَدَارًا عند النائب فاحْتكَر اللحْمَ وصار هو الذي يتولّى الذبيحة، فغلا اللحمُ وصار يَشْتَرى الغنم بالسّعر البَخْسِ ويبيع بالربح المفرط، فقلّ الجالبُ بسبب ذلك، واشتد الخطبُ حتى كان اللحمُ يباع بدرهمين ونصف فبلغ ثمانية، فنادى النّائبُ في الجند فأمسكوا منهم جماعةً وسجنوهم، فهجم الباقون السجنَ وكَسَرُوا بابَه، وأطلقوا أصحابهم وكان النائب قبل ذلك لما تحركت الفتنةُ عَزَل البرددَار، ونادى بإسقاط مكس الغنم، فانحط السّعرُ إلى أربعة أو خمسة، فلم يُقْنِعْهم ذلك، فكاتب في ذلك فوصل الخبر بذلك في الثالث والعشرين من رمضان، فأمر السلطان بجمع الأمراء


(١) في هامش هـ بخط البقاعي: "وكان ضربهم لها بالنعال".