للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيه -في العشر الأَخير من رمضان- خرج شيخ إلى جامع دمشق فدخله حافيًا متواضعًا وتصدَّق بصدقات كثيرة، وذلك في ليلة الحادي والعشرين منه، وأَصبح يطلب أَربابَ السجون فادّعى عنهم وأَطلقهم.

وفيها غلب قرا يوسف على تبريز فملكها انتزاعًا من أَيدي التمرية وكانت بيده قبل ذلك.

وفيها حجّ بالناس من القاهرة أَحمد بن الأَمير جمال الدين الأُستادار وغرم جمال الدين على حجة ولده هذه أَربعين أَلف دينار وزيادة.

وفي ذي القعدة هبّت رياحٌ شديدةٌ عاصفةٌ بالقاهرة.

وانسلخت هذه السنة والناصر مصمّم على العزم على العود إلى دمشق لمحاربة شيخ وأّعدائه فيها.

* * *

وفيها نازل قرايلك عثمان بن قطلوبك التركماني صاحب ماردين (١) وبها الصالح أحمد بن إسكندر بن الصالح الأرتقي آخر ملوك بني أرتق، فاستنجد بقرا يوسف فأَنجده ثم طلب منه أَن يقايضه بالموصل عوضا عن ماردين فتراضيا على ذلك وأَعطاه عشرة آلاف دينار وأَلف فرس وعشرة آلاف شاة وزوّجه بابنته، فتحوّل إلى الموصل واستولى نواب قرا يوسف على ماردين وزالت منها دولة الأَرتقية بعد أَكثر من ثلاثمائة سنة، وانتهت بذلك دولة بني أرتق، ثم لم يلبث الصالح بالموصل سوى ثلاثة أَيام ومات فجأَةً هو وزوجته، فيُقال إنه دُسَّ عليهما سمّ. وتحوّل أولاده: محمد وأَحمد وعلي ومحمود إلى سنجار فأَقاموا بها إلى أَن ماتوا سنة ١٤ بالطاعون.

* * *


(١) في هـ "آمد ماردين"، وفي الأصل: "أمير ماردين".