للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ذي القعدة -بعد امتناع شيخٍ من إرسال الأُمراء المطلوبين إلى السلطان- راسل نوروز في الصلح وراسل سودون الجلب يستميله، وكان دمرداش اهتمّ بحرب نوروز وجمّع عليه الطوائف، فانكسر نوروز عن عينتاب واستولى دمرداش عليها ورجع إلى حلب.

وفيها نازل شيخ نائب طرابلس تمربغا المشطوب بحلب فانحصَر تمربغا بالقلعة وتوجّه لجهة أَنطاكية، ثم بلغه أَن نوروز توجّه إلى حلب فرجع عن أَنطاكية إلى جهة دمشق فكانت الوقعة بالقرب من (١). . . . .

وفي يوم الجمعة ثاني (٢) عشري ربيع الآخر اتفق أَهل التنجيم على أَن الشمس تُكسف قرب الزوال ويتغطَّى منها نحو نصف الجرْم، فاتفق أَن السماءَ كانت ذلك اليوم بدمشق مغيمة والمطر نازلًا فلم يظهر صحة ما قالوه بمصر، فاتَّفَق أن خطيب الجامع الأُموي شهابَ الدين الباعوني بعد صلاة الجمعة جَمع الناس وصلَّى بهم صلاة الكسوف فأَنكر الناس عليه ذلك لأنه اعتمد قول المنجّمين وعلى تقدير صحة قولهم، فكانت الشمس أَن انجَلَتْ، ثم إنَّه كَبَّر في أَول ركعةٍ ثلاث تكبيرات سهوًا، وأَعجب من ذلك أَن السماءَ كانت بالقاهرة في ذلك اليوم صاحيةً ولم يظهر أَثرُ كسوفٍ ألبتَّة.

وفيها في رجب مات باش باي رأسُ نوية، فقُرر مكانه في وظيفته إينال الساقي.

* * *

وفي هذه السنة قدم الحاج في ثاني عشر المحرّم وأَميرُهم بيسق وكان قد قبض بمكة على قرقماس أَمير الركب الشَّامي، فتخوّف أَن يبلغ خبره أَهل الشام فيُبْعَث إليه من يستنقذه منه بين أَيلة ومصر، فبادر وترك زيارة المدينة وأَعنف الناسَ في السير حتى هلك جمع كثير من الناس.


(١) فراغ في جميع النسخ.
(٢) يعادل هذا من الأيام القبطية ١٧ توت ١١٢٤، ومن الأيام الفرنجية ١٤ سبتمبر ١٤٠٨ وذلك بناء على الجداول الواردة في محمد مختار: التوفيقات الإلهامية، ص ٤٠٦.