للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مقدمة اللجنة]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد …

فهذا هو الجزء الرابع والأخير من هذا الكتاب الجليل: "إنباء الغمر بأبناء العمر" لشيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني. وقد طال الأمد على صدور هذا الجزء والذي به تم الكتاب، فقد مضى على صدور الجزء الثالث، حوالى خمسة وعشرين عاما.

ولعل السبب فى هذا التأخير، يعود إلى وجود المحقق فى الخارج، لأداء الحق الواجب تجاه أبناء العربية، وإخوة الإسلام فى بعض البلاد العربية، من جانب، وإلى بعض ما يعترى ميزانية النشر في المجلس من قصور أحيانا، من جانب آخر.

* * *

ويسير ابن حجر العسقلانى فى هذا الجزء على النمط الذى اختطه لنفسه في أول الكتاب إلى آخره، فهو يتناول الأحداث التي تمت، فى خلال المدة التي يؤرخ لها عاما بعد عام، وهى في هذا الجزء الرابع من سنة (٨٣٩ هـ) إلى سنة (٨٥٠ هـ) ويبدأ في كل عام بالحديث عن مستهله بواحد من أيام الأسبوع، وما يوافقه من أيام شهور السنة القبطية، وأحوال النيل فيه من الزيادة والنقصان، والاحتفال بالفيضان. كما يتحدث عن أحوال حكام البلاد ورسلهم، وتوليتهم وعزلهم، وموت السلاطين وخلافة من بعدهم، والحروب والمنازعات بين الحكام، وغلاء الأسعار ورخصها، وأخبار الهدايا والخلع، والمحمل والكسوة الشريفة للكعبة، وأحاديث الأوبئة والطاعون، وبدايات فصول السنة ونهاياتها، وأحوال الجو وتقلباته.

ثم يأخذ ابن حجر بعد ذلك، في ذكر من مات في هذه السنة أو تلك من الأعيان، فيذكر اسمه ونسبه، وشيئا من علمه وصلاته بعلماء عصره، والشهر الذي توفى فيه. وكان ابن حجر العسقلاني صديقا لبعض هؤلاء الأعيان، فيذكر شيئا من علاقاته بهم، كما يصف خطوطهم، وتلقى بعضهم العلم عنه، أو إجازتهم لأولاده. وهو يسيء الظن ببعضهم أحيانا، ويمدح معظمهم في كثير من الأحيان.