للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها وقعت بين خَجَا سُودُون ومَن معه من جيش حلب وبين قرمش ومن معه من أتباع جانِبَك الصوفى بَعْينتَاب وقعة كبيرة أمْسِك فيها قُرمُش وجماعة مِمَّن فرّ إلى جَانِبكَ، وسُرُّ السلطان بذلك لمّا وصل إليه الخبر (١).

* * *

وفيها -على ما قرأت بخط الشيخ تقيّ الدين المقريزي- أنّه بلغه في مجاورته بمكة هذه السنة أن "أندراس" الحطّى -صاحب مملكة الحبش الكفرة- مات في الطاعون العظيم الذي وقع في بلاد الحبشة، حتى مات بسببه من لا يُحْصى من المسلمين والنصارى، وأقيم بعده ولدُ له صغير، فغزاهم شهاب الدين أحمد الملقّب بدلاى ملك المسلمين بالحبشة. فغنم وسبي وفتح عدّة قرى، واستنقذ "البالى" وهي بلدة من بلاد المسلمين كان العدوّ غلب عليها، فأنزل بها ألف بيتٍ من المسلمين، وأقام أخاه خير الدين في بلد "رَكْلَة" ونشر العدْل وأمِنَت الطريق في زمانه، ولله الحمد.

* * *

وفى هذه السنة فشا الوباءُ فى بلاد اليمن: سَهْلهِا وجبلها إلى صَعْدة وصنعاء، وفى مقابلها من بلاد بَرْبَر والحبشة والزنج.

* * *

[ذكر من مات في سنة تسع وثلاثين وثمانمائة من الأعيان]

١ - إبراهيم أمير زاه بن شاه رُخ صاحب شِيراز (٢) وكان قد ملك البصرة، وكان ابراهيم فاضلًا حسن الخطّ جدًّا، مات في رمضان.

٢ - أحمد بن شاه رُخ ملك الشرق، مات في شعبان بعد أن رجع من بلاد الجزيرة ثم


(١) انظر النجوم الزاهرة ١٥/ ١٦٥ - ٦٧.
(٢) "شيراز" كورة من كور فارس وقصبتها ايضا وقد مصرها العرب وقت الفتح الاسلامى زمن عمر بن الخطاب واتخذوها معسكرا لهم وإذا أخذنا بما ورد في معجم البلدان لياقوت فإن القاسم محمد بن القاسم الثقفى هو "أول من تولى عمارتها" وقد أخذت شيراز فى النمو والاتساع في ظل العرب والمسلمين وبلغت شاوا كبيرا زمن الدولة الصفارية. كذلك اهتم بها البويهيون فبنى عضد الدولة البويهي في جنوبها قصرًا جعل حوله مدينة جديدة. واهتم المسلمون بتحصينها واقيم بها ثلاثة مساجد جامعة. والشيراز أهمية خاصة عند الشيعة ففيها مشهد محمد واحمد ولدى الامام موسى الكاظم، انظر في تفصيل خبرها بلدان الخلافة الشرقية ص ٢٨٣ - ٢٨٦.