لم يسمعوا بمثلها، وقالوا إنها ريح برقة لأَنها كست (١) الأرض ترابا أَصفر يشبه تراب برقة.
وفيها وقع بين نُعَيْر - أَمير العرب من آل فضل - وبين ابن عمه سليمان بن عنقاء بن مهنا بقرب الرحبة، فكانت أولًا على نعير، ثم انقلبت على ابن عمه فقتل من أَتباعه من لا يُحصى، ونُهب كل شيء وُجد لهم.
* * *
[ذكر من مات في سنة ثماني مائة من الأعيان]
١ - إبراهيم بن أحمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف ابن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي (٢)، حضر في الرابعة على الحجار، وسمع من ابن الرضىّ وغيره، وأَجاز له جماعة من المصريين كالوانى والختنى، وأَجاز لي غير مرة.
٢ - إبراهيم بن بن عبد الواحد بن عبد المؤمن بن سعيد بن علوان بن كامل التنوخي البعلى ثم الشامى نزيل القاهرة، برهان الدين شيخ الإقراء ومسند القاهرة، وُلد سنة تسع أَو عشر وسبعمائة، وأجاز له إسماعيل بن مكتوم وأَبو بكر بن أَحمد بن عبد الدائم وعيسى بن عبد الرحمن المطعم، وأَبو نصر الشيرازي والقاسم بن عساكر ومحمد بن مشرف وست الفقهاء بنت الواسطى وزينب بنتُ شكر وجَمْعٌ كبير يزيدون على الثلاثمائة، ثم طلب الحديث بنفسه فسمع الكثير من أَبي العباس الحجار وعبد الله بن الحسين بن أَبي التائب، والحافظين: البرزالي والمزى والبندنيجي وخلق كثير يزيدون على المائتين.
وعنى بالقراءَات فأَخذ عن البرهان الجعبري وابن نصحان والبرق (٣)، ثم رحل فأَخذ عن ابن أَبي حيّان وابن السراج وأَبي العباس المرداوى، ومهر في القراءَات وكتب هؤلاء له خطوطهم بها.
وتفقَّه على البارزي بحماة وابن النقيب بدمشق وابن القماح بالقاهرة وغيرهم، وأَذنوا له وأَفاد وحدّث قديمًا.
(١) فى س "ألقت ترابا أصغر أشبه تراب برقة".
(٢) في ل: "القرشي".
(٣) فى ز "الرقى".