للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٠ - دقماق [المحمدى] الظاهرى، كان من الخاصكية وكان معه (١) بالكرك، قال القاضي علاءُ الدين في تاريخه: "كان شكلًا حسنًا شجاعًا كريمًا، عنده حشمةٌ زائدة، وأدب كبير"، وكان مِمَّن فرّ في وقعة شقحب مع كمشبغا الكبير إلى حلب فأقام بها، ثم أمَّره الظاهر تقدمةً بحلب ثم نيابة ملطية فاستمرّ بها مدّة، ثم ولَّاه الناصر نيابة حماة بعد تنم، ثم كان مِمَّن أُسِر مع اللنكية، ومن بعد تنم ولى نيابة صفد ثم نيابة حلب في سنة أربع وثمانى مائة، وواقع دمرداش النائب قبله فانتصر عليه، فلما كان في سنة ست وثمانى مائة تخيل من الناصر فهرب ووليها غيره، ثم بعد أشهر دخلها بغتةً فملكها، ثم واقعه الذي كان نائبهَا مع جَمْع (٢) جمعَهَم من التركمان فانهزم وذلك في ثانى رجب منها، ثم رَضِيَ عليه الناصر وولَّاه نيابة حماة بعد وقعة السعيدية، فلما كان في هذه السنة حاصره شيخ وجكم إلى أن كان من أمْره ما كان؛ ثم قُتِل وذلك في شعبان.

١١ - الشيخ زاده العجمى [الخرزباني] الحنفى، قدم من بلاده إلى حلب سنة أربع وتسعين وهو شيخٌ ساكنٌ يتكلم في العلم بسكون ويتعانى حَلَّ المشكلات، فنزل في جوار القاضي محبّ الدين بن الشحنة فشَغَل الناس، وكان عالمًا بالعربية والمنطق والكشَّاف، وكان له اقتدارٌ على حل المشكلات من هذه العلوم، وقد طارحه سراج الدين عبد اللطيف الفُوِّى بأسئلة من العربية وغيرها. نظم ونثر في قول "الكشاف": "إن الاستثناء في قوله تعالى "قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ. إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ" (٣) متصل أو منقطع؟ " فأجابه جوابًا حسنًا: إن كان الاستثناءُ منقطعا في الصورتين" فأجاب بأنه لا إشكال، قال: "وغاية ما يمكن أن يقال إن الضمير المستكن في "المجرمين" وإن كان عائدًا إلى القوم بالإجرام إلَّا أن إسناد الإجرام يقضى تجرده من اعتبار اتِّصافه بالإجرام فيكون إثباتًا للثابت" إلى آخر كلامه.


(١) أي مع الظاهر برقوق لما نفى إلى الكرك بعد سلطنته الأولى لمصر.
(٢) انظر الضوء اللامع ٣/ ٨٢٠ حيث أشار إلى هذه الوقعة دون أن ينص على اسم النائب.
(٣) سورة الحجر ١٥: ٥٨ - ٥٩.