للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن نظمه في الحوادث، وهى قصيدة طويلة يقول فيها:

فَلَا الشِّعْرُ مِنْ ذَاتِي وَلَا هو شِيمَتِي … ولا أنا من خبْل الفُكَاهَةِ في الخُبرِ

ثم دخل القاهرة، وولى بعد ذلك تدريس الشيخونية ومَشيختها فأقام مدةً طويلةً إلى أن كان في أواخر هذه السنة (١) فإنَّه طال ضعفه، فشنَّع عليه القاضي كمال الدين بنُ العديم أنه خِرف، ووثب (٢) على الوظيفة فاستقر فيها بالجاه، فتألَّم لذلك هو وولده، ومقت أهلُ الخير ابنَ العديم بسبب هذا الصنيع، ومات الشيخ زادة عن قرب.

وكان له ولدٌ يسمى "محمودا" كثير الفضل عارفًا بالعلوم الآلية، وأقبل على الحديث يُسْمِعُه ويُشغل فيه، وناب عن أبيه في الشيخونية فحُرم من وظيفة أبيه، فقرره جمال الدين في مدرسته لتدريس الحنفية، فانجبر بذلك.

١٢ - سالم بن سعيد بن علوى الحسباني، أمين الدين، قدم القدس وهو ابن عشرين سنة فتفقَّه بها، ثم قدم دمشق في حياة السبكي واشتغل وداوم على ذلك، وتفقَّه بعلاء الدين بن حِجِّى وغيره، وأخذ النحو عن السكسكي وغيره، ثم قدم القاهرة فقرأ في النحو على ابن عقيل، وفي الفقه على البلقيني وقدم معه دمشق، ولما ولى (٣) قضاءها ولَّاه قضاء بُصْرى، ثم لم يزل يتنقَّل في النيابة بالبلاد إلى أن مات.

وكان مُكبًّا على الاشتغال، وفى ذهنه وقفة، وكان مُقلًا. مات في جمادى الأولى وقد جاوز السبعين.

١٣ - شاهين بن عبد الله السعدى الطواشي، خدم الأشرف فمَن بعدَه، وتقدم في دولة الناصر، ووَلِيَ نظر الخانقاه البيرسية وغيرها.


(١) يعنى سنة ٨٠٨ هـ.
(٢) أي ابن العديم.
(٣) المراد بذلك أنه لما ولى البلقيني قضاء القضاة بدمشق ولى صاحب الترجمة قضاء بصرى.