للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في هذا العصر إلى أنها تساوى أربعة مثاقيل ثم صارت تساوى ثلاثة ثم اثنين ورُبعا ونحو ذلك، ثم انعكس الأمر بعد ذلك فصار مَن عنده منها شي اغتبط به لما رُفِعَت قيمتها من كل رطل منها بستة دراهم إلى إثنى عشر ثم إلى أربعة وعشرين، ثم تراجع الحال لما فُقِدت، ثم ضُرِبَتْ فلوس أخرى خفيفةٌ جدًّا، وجُعل سعر كل رطلٍ أكثر من ثلاثين، وظهر في الجملة أنها ليست مالًا يُقْتنى لوجود التحلّل في قيمتها وعدم ثباتها على قيمة واحدة.

قرأتُ بخط البرهان المحدث بحلب: "أنشدني أبو العباس أحمد بن البرهان عن الشيخ برهان الدين الآمدي قال: دخلْتُ على العلَّامة أبي حيان فسألتهُ في القصيدة التي مدح بها ابن تيمية، فأقر بها وقال كشطناها من ديواننا، ثم دعى بديوانه فكشف وأرانى مكانها في الديون مكشوطًا"، قال المحدث: "فلقيت الشيخ برهان الدين الآمدي فقال لى: لم أنشده إياها ولا أحفظها، إنَّما أحفظ منها قطعًا"؛ قال: "فكان الآمدي قد ذكر لي قبل ذلك الحكاية بزيادات فيها ولم يذكر القصيدة، قال: "ثم لقيتُ ابن البرهان بحلب في أوائل سنة سبع وثمانين فذاكرتُه بما قال لى الآمدى فقال لى: "قرأتُها على الآمدي فظهر أنَّه لم يحرّر النقل في الأول". والقصيدة مشهورة لأبي حيان وأنه رجع فيها.

٨ - أبو بكر بن عبد الرحمن بن فيروز، تقى الدين الحواري، وكان يقرئ أولاد القاضي تاج الدين السبكي، وسمع من بعض أصحاب الفخر، ثم ولى قضاء أذْرِعَات (١). مات في المحرم وله بضع وستون سنة.

٩ - جقمق الصفوى الحاجب بدمشق، قُبض عليه في المحرم سنة خمس ثم أُرْسِل إلى غزة، فلما ولى نوروز في هذه السنة (٢) استصحبه إلى دمشق وقرّره في الحجوبية، فلما انكسر نوروز مات.


(١) الضبط من مراصد الإطلاع ١/ ٤٧. وانظر ٣٨٣. Le Strange : Palestine Under The Moslems، p
(٢) أي سنة ٨٠٨ هـ.