للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على سليمان بن بقر (١) أمير العربان بالشرقية، فبلغ ذلك السلطان من ابن بقر، فأرسل إليه عسكرًا فأحاطوا به وقبضوا عليه وعلى مَن معه، وسُمِّر سودون الجلب وبعض المماليك ساعةً بالرميلة تسمير سلامة ثم أُطلقوا، وسُجن سودون طاز بالإسكندرية وذلك في ثالث شهر رجب؛ ثم قُبض على قانباى وحبس بالاسكندرية، ثم أمر في شهر رمضان بإرسالهم مفرقين إلى الحبوس في قلاع الشام.

وفى شعبان حُبس نوروز وقانباى في الصُّبَيْبَة، وجكم في قلعة حصن الأكراد، وسودون طاز في قلعة المرقب، ثم حُوّل إليها جكم.

وفى سادس عشرى رجب استقر كمال الدين بن العديم في قضاء الحنفية بالقاهرة بعد صرْف أمين الدين الطرابلسي، وكان كمال الدين قد قدم في أوائل السنة من حلب بعد أن أسره اللنك وأهانه، فقدم ليسعى في أمور تنفعه في حلب، فلقى الأَمْرَ مَعْلُوقًا (٢) بالأُمراء فداخلهم حتى استقر بالقاهرة.

وفيها أطلق جماز بن هبة الحسينى الذي كان أمير المدينة من سجن الإسكندرية وكان له بها سبع سنين، وقُرر في إمرة المدينة عوضا عن ثابت بن نعير.

وفيها أُمسك ابن غراب وأخوه فخر الدين الوزيرُ وسُلِّما للركن بن قايماز، واستقر الركن أُستادارًا وتاجُ (٣) الدين بن البقرى ناظرَ الخاص وتاج الدين بن الدماميني - ناظر الجيش - الإخميمى المعروف بالشريف وزيرًا، وأصل ذلك أن سودون الحمزاوي تفاوض هو وابن غراب بحضرة الناصر في أواخر شعبان، فلما خرج ابن غراب من القلعة ضربه بعض المماليك وأرموا عمامته فهرب وألقى نفسه وحُمل إلى باب السلسلة عند الأمير إينال


(١) في ز "بكنز"، وفى هـ "بكتمر"، والصواب ما في المتن كما في ظ، والسلوك ٢٨ ا، وعقد الحمان ١٨٥، وإعلام ابن قاضي شهبة ٢٠٣ ب.
(٢) في ظ "معلوما"، و لفظ "معلوق" في مصطلح كتاب هذا الوقت يعنى "يتعلق به".
(٣) عبارة "وتاج الدين الدماميني ناظر الجيش" ساقطة من ز.