للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وساق بعضهم ليضربه، فدخل بيت الأتابك بيبرس وأقام فيه أياما ثم تراسلوا، فأرسل السلطان إلى سودون طاز بترضاه فمارضى.

فلما كان يوم الاثنين تاسع عشره أخلع على إينال بيه بن قجماس بوظيفة سودون طاز، واستقر أمير آخور، وأُخرجت إقطاعات مماليك سودون طاز ومن يلوذ به.

ثم استعد السلطان بتحصين القلعة بالرميلة ليخرج إليه، فحصل من بعض المماليك خُلف، ثم اتفقوا ولبسوا السلاح يوم الأحد ثالث شهر ربيع الآخر، ثم خرجوا إليه في يوم الأربعاء سادسه، فلما علم سودون طاز بتوجّه السلطان ركب لجهة خليج الزعفران ثم خرج إلى جهة النيل حتى وصل إلى بولاق وسار إلى الميدان الكبير بالقرب من قناطر السباع.

وأما العسكر فوصلوا إلى جهة المرج فقيل لهم إنه توجّه إلى جهة البحر فرجعوا مسرعين، فتلاقوا عند الكبش، فانكسر وانهزم راجعا، فأمسك جاني (١) بك فيه أخوه وجُرح هو وجماعةٌ من الطائفتين، ومات من جراحه خزنداره.

فلما كان في اليوم الثالث من حربه قُبض عليه وجئ به إلى بيت يشبك فرسم بحبسه في دمياط مكرّما، ونزل على فرس إلى البحر وشيعه الأُمراء إلى أن نزل إلى الحراقة وساروا به إلى دمياط مكرما، واستقر آقباى الكركى الخزندار على إقطاع سودون طاز فلم يلبث أن مات من جراحةٍ كانت أصابته ليلة السبت رابع عشر جمادى الأولى، واستقر إقطاعه لسودون الحمزاوى، وهو يومئذ شاد الشربخاناه.

وفى ثالث عشرى جمادى الآخرة وصل سودون الجلب إلى دمياط، واجتمعت إخوة سودون طاز وأشاروا عليه أن يسافر إلى الشام، فأرسل إلى والى دمياط فقبض (٢) عليه، وهجم هو ومن معه على الطواحين فأخذوا منها ما شاءوا من الخيول وتوجهوا، فنزلوا


(١) في هـ: "فأمسك قانباي أخوه".
(٢) أي أن سودون طاز قبض على والى دمياط.