للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال: "وأخبرني شمس الدين بن الصغير الطبيب، وكان الملك الظاهر وجَّهَه إليه بسؤاله (١) في طبيب حاذق، فلما وصل إليه أكرمه وأعطاه"، قال (٢): "فكان بعد أن رجع يحكى أن ابن عثمان كان يجلس بكرة النهار في براح متسع، وتقف الناس بالبعد منه بحيث يراهم، فمن كانت له ظلامة رفعها إليه فأزالها في الحال".

وكان الأمن في بلاده فاشيا بحيث يمر الرجل بالحمل مطروحًا بالبضاعة فلا يتعرّض له أحد؛ وكان يشترط على كل من يخدمه أن لا يكذب ولا يَخُون، ولكنه كان يصنع من الشهوات ما أراد.

قال: "وكان الزنا واللواط وشرب الخمر والحشيش فاشيا في بلادهم يتظاهرون بها، ويكرمون كل من ينسب إلى العلم غاية الإكرام".

وكان أبو يزيد لا يمكِّن أحدا من التعرّض لمال أحد من الرعية حيا ولا ميتا، وإن مات ولا وارث له يودع ماله عند القاضي، وكل من غزا معه لا يتعرّض لشيء مما يحصل في يده.

وترك - لما مات - من الأولاد: سلمان ومحمدًا وموسى وعيسى، فاستقل بالملك سلمان وسار على طريقة أبيه، ثم ثار عليه أخوه عيسى فقتل، ثم ثار أخوه موسى فغلب وقتل عيسى (٣)، ثم ثار محمد فقتل موسى واستقل محمد في الملك إلى أن مات وقام (٤) بعده ولده مراد بن محمد بن أبي يزيد بن عثمان.


(١) عبارة "في طبيب حاذق فلما وصل إليه" غير واردة في ظ.
(٢) أي الأمير حسن الكجكني.
(٣) في ظ، هـ "سليمان".
(٤) من هنا حتى عبارة "في ذى الحجة من هذه السنة" ص ٢٢٨ ص ١٤ غير وارد في ظ.