للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتوجه سلمان بن أبي يزيد بن عثمان إلى برصا منهزما ثم عدى إلى القسطنطينية ومعه أكثر العسكر، وأحاط التمرية ببقية العسكر وفيهم أبوه (١) فأسروه وأتوا به إلى تمر، وتفرقت العساكر شذر مذر، وخاض التمرية في بلاد الروم فأفسدوا ونهبوا وأحرقوا عدة قرى، وأقاموا بالروم أربعة أشهر في الإفساد.

ومات أبو يزيد بن مراد بن أَردخان بن عثمان (٢) في أسر تمر، وكان مطلقا فأدركه أجله إما من القهر أو من غيره، وفرّق تمرلنك ممالكه على من كانت بيدهم (٣) قبل انتزاع ابن عثمان لها منهم.

ورجع تمرلنك إلى بلاده في شعبان من السنة بعد أن صنعوا في الروم نحو ما صنعوا في الشام، فمات السلطان محمود خان، وكان تمر يدير مملكته والاسم والفعل لهم، وهو من ذرية جنكيز خان، وكان حضر واقعة الشام مع تمر.

وكان أبو يزيد بن عثمان من خيار ملوك الأرض، ولم يكن يلقب بلقب ولا أحد من آبائه وذريته، ولادعى بسلطان ولاملك، وإنما يقال "الأمير" تارة، و "خوندخان" تارة؛ وكان مهابا يحب العلم والعلماء ويكرم أهل القرآن.

وقرأت بخط الشيخ تقي الدين المقريزى أنه سمع الأمير حسن الكجكني يقول: "دخلت معه - لما توجهت إليه رسولا - الحمّام، فكان الحوض الذي يغتسل فيه جميعه فضة، وكذا (٤) كانت أوانيه التي يأكل فيها ويشرب ويستعملها".


(١) أي بايزيد بن عثمان.
(٢) في هامش هـ بخط البقاعي: "لم يذكر هنا في النسب أردن على ما كان ذكره في غير موضع من هذا الكتاب، وهذا هو الصحيح بلا شك".
(٣) في الأصل "بيده".
(٤) عبارة "وكذا كانت أوانيته التي يأكل فيها ويشرب ويستعملها" غير واردة في ظ.