للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوسف حلب، فسار (١) دمرداش نائب حلب ومعه طائفة قليلة، منهم نائب حماة ليكبس أَحمد بن أويس بزعمه، فكانت الغلبة لأَحمد فانكسر دمرداش وقُتل من عسكره جماعة ورجع منهزمًا وأُسِر نائِب (٢) حماه، ثم فدّى نفسه بمائة أَلف.

ثم جمع نُعَيْر ونائب بهسْنا جماعةً والتقوا مع أَحمد بن أويس فكسروه واستلبوا منه سيفًا يقال له سيف الخلافة وصحفًا (٣) وأَثاثًا كثيرًا، فوصلت الأَخبار بذلك إِلى القاهرة فسكن الحال بعد أَن كان السلطان أَمر بتجريد (٤) العساكر لما بلغه هزيمة دمرداش نائب حلب، وأَرسل بريديا إِلى الشام بالتجهيز إِلى جهة حلب، فراجع النائب في ذلك حتى سكن الحال.

* * *

وفى خامس عشرى ذى الحجة أَعلم نوروزَ بعضُ مماليكه أَن جماعةً منهم اتفقوا على قتله فى الليل، فحذر منهم فلم يخرج تلك الليلة من قصره، فلما طال عليهم السهر ولم يخرج فى الوقت الذي جرت عادته بالخروج فيه أَتوا إِلى باب القصر ونادوا زمام الدار وقالوا له: "أَعلِم الأَمير أَن العسكر ركب"، فبلغ ذلك نوروز فأَمره أَلَّا يجيبهم وتحقَّق ما أَخبروه به عنهم، فلما أَصبح افتقد منهم جماعةً هربوا فقبضوا على آخرين وقررهم فأَقرّوا على بعضهم، فغرَّق بعضًا ونفى بعضًا.

وفى آخر ذى القعدة وصل كتاب نائب الرحبة يخبر فيه أَنه صادف ناسًا عند خان لاجين يقطعون الطريق فقبض منهم جماعة وسأَل نجدةً ليسلمهم لهم إِلى دمشق، فقام النائب في ذلك وقعد، وانزعج الناس لذلك وظنّوه أَمرًا عظيمًا وصاروا فى هرج ومرج وأَشاعوا أَن تمرلنك قصد البلاد؛ وكنتُ يومئذ بصالحية دمشق.


(١) في ز "فتبادر".
(٢) وهو إذ ذاك دقاق المحمدي الظاهري برقوق، وسترد ترجمته فيما بعد في سنة ٨٠٨، انظر أيضًا السخاوي: الضوء اللامع ٣/ ٨٢٠.
(٣) فى ع "تحفا".
(٤) فى ع "تجهيز".