للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها وأَفسد، وبلغ قرايلك حال اللنك وذلك بعد أَن غلب على صاحب سيواس كما تقدم، وغلبه عليها سلمان ولد أَبي يزيد ملك الروم فسار إِلى اللنك فخدمه ودلَّه على مقاصِدِه وعرّفه الطرقات، واستقرّ من أَعوانه. فدخل اللنك سيواس عنوةً فأَفسد فيها عسكره على العادة وخرّبوا، فَرُدَّ آخر السنة وقد كثر أَتباعه من المفسدين، فنازل بهسنا في السنة المقبلة.

وفى ثامن (١) ذى الحجة أَوفى النيل وكَسر الخليجَ الأَميرُ يشبك، وكان السلطان أَراد أَن يباشر ذلك بنفسه ثم خشى وقوع فتنة فرجع.

وفى السابع والعشرين من ذى الحجة استقرّ موفق الدين بن نصر الدين في قضاء الحنابلة عوضًا عن نور الدين الحكري بحكم عزله.

* * *

وفى (٢) هذه السنة كان ابتداء حركة تمرلنك إِلى البلاد الشامية، وأَصل ذلك أَن أَحمد ابن أويس صاحب بغداد ساءَت سيرته وقَتل جماعةً من الأُمراءِ وعسف على الباقين، فوثب عليه الباقون فأَخرجوه منها وكاتبوا نائبَ تمرلنك بشيراز ليتسلمها فتسلمها، وهرب أَحمد إِلى قرا يوسف التركماني بالموصل فسار معه إِلى بغداد، فالتقى به أَهل بغداد فكسروه واستمر هو وقرا يوسف منهزِمَين إِلى قرب حلب، وقيل بل غلب على بغداد وجلس على تخت الملك؛ ثم سار صحبة قرا يوسف أَو بعده زائرًا له، فوصلا جميعًا إِلى أَطراف حلب فكاتبا نائب (٣) حلب وسأَلاه أَن يطالع السلطان بأَمرهما، فكاتب أَحمد بن أويس يستأذنه في زيارته بمصر فأُجيب بتفويض الأَمر إِلى حُسْن رأيه، فخشي دمرداش نائب حلب أَن يقصد هو وقرا


(١) في السلوك، ٢٠ ب "يوم ٢٦ بشنس"، لكن يستفاد من التوفيقات الإلهامية أَن ٢٦ بشنس ١١١٦ ق، يوافق ٢٦ رمضان ٨٠٢ هـ (= ٢١ مايو ١٣٩٩ م) أما ثامن ذي الحجة: الوارد بالمتن فيوافق ٧ مسرى ١١١٦ ق (شرحه ص ٤٠١)، أما غاية فيضان النيل فقد بلغت حسب التوفيقات: ١٢ قيراطًا و ١٩ ذراعًا، وكذلك أمين سامي: تقويم النيل ١/ ١٩٨.
(٢) أمامها في هامش هـ "ابتداء خير اللنك إِلى الشام".
(٣) كان نائب حلب إذ ذاك الأمير دمرداش المحمدي؛ والوارد في النجوم الزاهرة ١٢/ ٢١٥ أنهما بعثا يسألانه في نزولهما ببلاد الشام.