للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى هذا القُرْبِ دّبت العداوة بين يَشْبَك الدُّوَيْدار وبين سودون طاز أَمير آخور.

وفى شوال استقر ناصر الدين بن السفاح في نظر الأَحباس ونظر الجوالي وتوقيع الدست والدويدارية، وكان قد صودر بالشام.

وفى آخره (١) أَخرَق بالحرم الشريف المكيّ حريق عظيم أَتَى على نحو ثلث الحرم، ولولا العمود -الذي سقط من السيل الآتي فى أَول السنة -لاحترق جميعه؛ واحترق من العُمد مائة وثلاثون عمودًا صارت كلسا.

* * *

وفى (٢) شوال بلغ أَهلَ بغداد عزمُ تمرلنك على التوجّه إليهم، ففرّ أَحمدُ سلطانُها واستنجد بقرًا يوسف وأَخذه ورجع إِلى بغداد وتحالفًا على القتال وأَعطاه مالًا كثيرًا وأَقام عنده إِلى آخر السنة، ثم توجّه هو وقرا يوسف إِلى بلاد الروم قاصدَيْن لأَبي يزيد بن عثمان، وكان أَبو يزيد المذكور قد حاصر في هذه السنة ملطية بعد أَن ملك سيواس وولَّى بها ولده محمد جلبي، ورتب فى خدمته الطواشي ياقوت، ثم غلب على ملطية ثم رجع إِلى برصة، فوصل (٣) اللنك إِلى قراباغ في شهر ربيع الأَول وقصد بلاد الكرج فغلب على تفليس، ثم قصد بغداد فبلغه توجّهُ أَحمد بن أويس إِلى جهة الشام قصْدَ بلاد قرا يوسف فعاث فيها


(١) كان ذلك يوم ٢٨ شوال، انظر السلوك، ورقة ٢١ ب. وأمامها في هامش "احتراق الحرم المكي".
(٢) في ظ "وفيه".
(٣) بعد انتهاء حوادث هذه السنة وردت في بقية نسخ المخطوطة الأخرى - غير ظ - إعادة لهذا الخبر بالصورة التالية: "وفيها توجّه اللنك إِلى جهة العراق فوصل إِلى قراباغ في شهر ربيع الأَول منها، ثم جمع العساكر في جمادى الآخرة وقصد بلاد الكرج فلك تفليس وصار إِلى جهة بغداد، ففر منه أحمد بن أويس، فلما بلغ اللنك ذلك وأنه اتفق مع قرا يوسف وتوجّه إِلى بلاد الروم توجّه إِلى بلاد قرا يوسف فعاث فيها وأفسد، وبلغ ذلك ابن عثمان قرايلك التركماني وكان قد فتك بالقاضي برهان الدين صاحب سيواس وقتله غدرًا، وأراد التغلب على سيواس فمنعه أهلها واستعانوا عليه بالتتار الذين في بلاد الروم فهزموه، في أثناء ذلك قصد اللنك البلاد وتوجّه إليه ووقف في خدمته وصار يدل على الأماكن، ويعرفه بالطرق ويسير في خدمته كالدليل، وكان أَهل سيواس كاتبوا أبا يزيد بن عثمان فأرسل إليهم ولده سلمان فملكها، فلما بلغهم قصد اللنك لهم كاتبوا أبا يزيد فطرقهم اللنك في الجنود في ذى الحجة فحاصرها ودخلها عنوة في الثامن عشر، فبالغ عسكره في الفساد والتخريب وتوجّه بها في البحر وقد ازداد عدة عساكره من غالب المفسدين النهاية، فنازل بهسنا وكان ما سنذكره".