للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغيبة بيبرس قريبَ السلطان جرّد إليهم - بأَمر السلطان - جماعة، منهم: أَقباى حاجب الحجاب وتمام أَربعمائة من مماليك السلطان، فلما خشي يلبغا أَن يدركوه فرَّ إِلى الغربية ثم إِلى المحلة، فنَهب بيت الوالى، ثم توجّه إِلى الشرقية ثم إلِى العباسية. وخشى الأَمير بيبرس على خيل السلطان وخيول الناس فأَمر بطلوعها من الربيع بالجيزة، وسُدّت غالب أَبواب القاهرة خشية من هجوم يلبغا.

ثم بلغ بيبرس النائب في الغيبة أَن يلبغا توجّه إِلى جهة قطيا فأَرسل إِليه أَمانا صحبة يونس البريدي، فلما قرأَه أَمر بتقييد البريديّ، ثم توجّه إِلى جهة القاهرة، فبرز لملتقاه الأُمراءُ الذين بالقاهرة فالتقوا بالمطرية، فحمل عليهم فتكاثروا عليه وكاد أَن يؤخذ، فاتفق أَنه خرق القلب وتوجّه نحو الجبل الأَحمر وتمَّتْ الهزيمة على أَصحابه واتبعوهم، فأمسك بعضهم وفر بعضهم، واستمّر يلبغا وراء القلعة ساعة ينتظر أَصحابه فلم يتبعه منهم إلا عشرون نفسًا، فعلم أَنْ لا طاقة له بالحرب فاستمرّ هاربًا، وتبعه بعض العساكر إِلى بركة الحبش فلم يُلحق.

وفي ربيع الآخر درّس الباعوني فى وظائف ابن سريّ الدين بحكم عدم أَهليته.

* * *

وفى هذه السنة زاد احتراق بحر النيل إِلى أَن صار الخوضُ من بولاق إِلى إِمبابة، واشتدّ الحرّ والعطش، وتزاحم الناس على السقائين، وصار أَكثر الناس يستسقى لنفسه على الحمير بالجرار، ولم يكن لهم بذلك عهد.

وفى أَول شوال قُبض على أَلْطَنْبُغا والى العرب وكان نائبَ الوجه القبلي لكونه من جهة يلبغا المجنون.

و [فيه] (١) أُفرج عن ناصر الدين بن أَبي الطيب كاتب سرّ الشام.

* * *


(١) "فيه" غير واردة في ظ.