للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها كائنة عمر الدمياطي، قَبض عليه يَلْبُغَا السالمي وضربه مقترحًا وطَوّف به على حمار مقلوب، وسُجن بالخزانة أَيامًا ثم أُطلِق بسبب أَنه كان بالشيخونية، فلما ورد كتاب السلطان بما وقع له من النصر بغزة حلف (١) بالطلاق الثلاث أَن ذلك لاصحة له، ففُعِل به ذلك.

* * *

وفى شعبان جُرّس بدمشق شخص يقال له إسحق، كان ينجّم لنائب الشام ويعده أَنه يتسلطن، ونُقِل عن الباعوني وابن أَبي مدين نحو ذلك، وناصر الدين بن أَبي الطيب كاتب السرّ قولًا وفعلًا، وسُلّم لناظر الخاص فصادره على مال، وسعى صدرُ الدين بن الأَدمي في الوظيفة بمالٍ كبيرٍ فكاد أَمره أَن يتم، ثم عُدل عنه إِلى علاء الدين نقيب الأَشراف وأُطلق ابنُ أَبي الطيب بعد مدة ثم أُعيد إِلى الترسيم، وأُخرج يوم الخميس ثالث رمضان من دمشق على حمارٍ مُوَكَّلًا به.

* * *

وفى رجب بعد خروج العساكر ثار يلبغا المجنون الأُستادارُ بالوجه البحري، فأَطلق الأُمراءَ المحبوسين بدمياط وكان السلطان أَمر بنقلهم إِلى الإسكندرية فالتقاهم يلبغا بالعطف فأَطلقهم، وقَبض على الأَمير الذى كان موكلا بهم وهو سُودُون المَامُورى. ثم وصل في تلك الحالة إِلى ديروط: سودون البيدمري (٢) ومعه كَمَشْبُغا الحضري وأياس الكَمَشْبُغاوي وآخران معه، فأَطلقهم سودون أيضًا.

وعمد يلبغا إِلى خيل الطواحين بديروط فأَخذها، وتوجّه هو ومن معه إِلى دمنهور فقَبض على نائبها، والتف عليه (٣) جمع كثير من المفسدين، فنادى في إِقليم البحيرة بحطِّ الخراج عنهم واحتاط على ما للسلطان هناك من خراج وغيره، فلما بلغ ذلك نائبَ


(١) أي عمر الدمياطي.
(٢) في ز "التدمري".
(٣) أي على يلبغا المجنون.