للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمع منه شيخه الحافظ (١) الذهبي بعد الأَربعين، رأَيت ذلك بخط القاضي برهان الدين ابن جماعة، وكان شيخنا أَخبرني بذلك فكنت أتعجّب منه حتى رأَيت الطبقة ثم وجدته حدّث عنه في ترجمة أَبي العباس المرداوي في "سير النبلاء"، فقال: "أَخبرني إبراهيم بن علوان"، فنسبه (٢) إلى جده الأَعلى فذكر عنه قصة، وذكر لى شيخنا قصة الذهبي مع ابن نصحان وأنه كان بينهما في ذلك، ثم رأَيت الجزرى نقلها في معجمه عن شيخنا، وتفرّد بكثير من مسموعاته.

قرأت عليه الكثير ولازمْته طويلا، وصار سهل الانقياد للسماع بملازمتى له بعد أن كان عسيرًا جدا، فإننى خرّجت له عشاريات مائة، ثم خرّجت له: "المعجم الكبير" في أَربعة وعشرين جزءًا، فصار يذكر به مشايخه وعهده القديم فانبسط للسماع وحُبّب إليه، فأَخذ عنه أَهل البلد والرحالة فأَكثروا عنه، وكان قد أضرّ بأخرة، وحصل له خَلْطٌ ثَقُلَ منه لسانه فصار كلامه قد يخفى بعضه بعد أن كان لسانه - كما يقال - كالمبرد.

مات فجأة من غير علة في جمادى الأولى.

٣ - إبراهيم بن محمد بن محمد بن على بن همام محب الدين، ابن تقى الدين المعروف بابن الإمام، سمع على أَبيه (٣)، وكان يتعانى التجارة ويكثر الحج، وكان إمام جامع الصالح؛ مات في صفر وقد بلغ السبعين.

٤ - أَحمد بن عبد الله الحرَضى الفقيه، كان بواسط (٤) باليمن بين المهجم وأَبيات حسين وله كرامات وأَتباع. مات في ذى الحجة.

٥ - أَحمد بن عبد الوهاب بن عبد الرحيم شهاب الدين بن الحباب (٥)، ولد في رجب


(١) في ل "شيخنا".
(٢) العبارة من هنا حتى عبارة "في معجمه عن شيخنا" س ٥، غير واردة في ظ.
(٣) كان موته سنة ٧١٥ هـ، راجع الدرر الكامنة / ٤٤١٣.
(٤) واسط باليمن بسواحل زبير، أما المهجم فبلد وولاية من أعمال زبيد بينهما ثلاثة أيام، راجع مراصد الاطلاع ٣/ ١٣٣٧، ١٤٢١.
(٥) في ز، ل "الخباز"، وتتفق رواية المتن مع ما ذكره ابن حجر في ترجمته التي أوردها له في الدرر الكامنة ١/ ٥٠٥.