للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفى أَول يوم من ذى الحجة قُرّر الُأستادار كاشفًا على الوجه البحرى فجاءَ إلى الدويدار الكبير ليقبِّل يده على العادة فأَنكر ذلك وأَمر بنزْع خلعته وضرْبه، فبلغ ذلك الأُستادار فشكى للسلطان، فغضب السلطان وأَمر بإحضار دويدار الدويدار - وهو أَزْدُمُر - فضُرب بحضرته وأمره بلزوم بيته.

فلما كان في الثامن من ذي الحجة العصر خُلع عليه وأُعيد.

* * *

وفى يوم الخميس - أَول يوم من شهر ربيع الأَول - عُمل المولد السلطاني وحضر المشايخ والقضاة على العادة، وجلس شيخنا البُلْقينى رأسَ الميمنة، وإلى جانبه الشيخ برهان الدين ابن زُقَّاعَة وإلى جنبه القاضي جلال الدين ابن شيخنا؛ وجلس رأْسَ الميسرة أَبو عبد الله الكركي، ودونه القاضي الشافعي وبقية القضاة.

وفي جمادى الأُولى انتَزع السلطان الإسكندرية من ابن الطبلاوى وأُعيدت لناظر الخاص، واستقر أخوه فخر الدين ماجد بن غراب في نظر الإسكندرية مع مشاورة يشبك. الخزندار بسؤال ناظر الخاص في ذلك.

وأَرسل أَمير فرج إلى الثغر للكشف على ابن الطبلاوى وبالكشف على تاج الدين قاضي الإسكندرية ثم رسم بإحضاره، فلما قدم بين يدى السلطان وقف الشكاة فيه وبالغوا، فأَمر بضرْبه فضُرب يوم الجمعة سادس عشر رجب بالعصىّ بعد العصر ورُسم عليه.

وفي ربيع الآخرة وقع الفناء بالباردة والحمى بالشرقية والغربية حتى كانوا لا يلحقون دفن الموتى فيُجعل كل عشرين في حفرة، ومنهم من يحمل الموتى إلى البحر فيلقيهم (١) فيه ودام ذلك نحو ثلاثة أَشهر، ثم هبّت ريح شديدة بالقاهرة حتى اتفق الشيوخ العتق أَنهم


(١) راجع حسن حبثى: الاحتكار المملوكي، حوليات كلية الآداب - جامعة عين شمس ١٩٥٨.