للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باق وأَلطنبغا المعلم، ومقدّمهم يلبغا الناصري نائب حلب فنازلوا ملطية، فهرب منطاش؛ فتوجّهوا إلى سيواس ونازلوها: فاستنجد برهان الدين صاحبها بالأرمن وغيرهم، فوقعت بينهم وبين عساكر الشام وقعةٌ قُتل فيها من الفريقين جماعة، ثم كان النصر على يد يلبغا الناصري وانهزم برهان الدين، ثم أرسل يطلب الأمان ويبذل الطاعة للظاهر فأمنه وصار من جهته.

وكانت عدة الذين مع الناصري نحو الألف، والذين تجمعوا لقتاله عشرين ألفًا.

وفيها قُبض على جبريل [الخوارزمي] قريب بيدمر وعلَى محمد [شاه] بن بيدمر وتسلمهما (١) والى القاهرة فصادرهما على مال كبير.

وفيها قُتل بدر بن سلام أميرُ العربان بالبحيرة، قتله بعض العرب غيلة، وكان قد قَهر السلطانَ وأعجز العسكر من التجاريد إليه وهو يفرّ من مكان إلى مكان، وفسدت أحوال البحيرة.

وفيها في أواخر شعبان استقر في الوزارة علم الدين إبراهيم القبطى (٢) ابن كاتب سيدى، وكان [علم الدين] مستوفى المرتجع، فوصّى ابن كاتب أرلان (٣) بأن يُستوزر بعده، فقبل الظاهر [برقوق] ذلك.

وفى تاسع رمضان نزل جلال الدين البلقيني عن توقيع الدست لزوج ابنته بهاء الدين البُرْجي (٤) ونزل بدر الدين البلقيني لأخيه جلال الدين عن إفتاء دار العدل، واستمر بيد (٥) بدر الدين قضاءُ العسكر.

وفى (٦) ليلة الثلاثاء ثامن عشر جمادى الآخرة ظهر كوكب عظيم من جهة الشمال ثم امتدّ


(١) وكانا في سجن دمشق، راجع الإعلام لابن قاضي شهبة، ورقة.
(٢) سماه ابن الفرات في تاريخه ٩/ ١٦ "بعلم الدين المعروف بكاتب سيدى نقله".
(٣) في ل "أولان"، وفى ظ "ارنان"، راجع تاريخ ابن الفرات ٩/ ١٥.
(٤) Wiet: Les Biographies du Manhal، No. ٢١٠٨
(٥) بدلها في ل "بيدمر".
(٦) هذا الخبر منقول من تاريخ ابن الفرات ٩/ ٩ - ١٠.