للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتشعب منه ثلاث شعب لأحدها ذنَبٌ طويل نحو الرمح وله (١) ضوء زائد على ضوء القمر ونوره شديد، وذلك بعد العشاء بنحو ساعة.

وفى هذه السنة انتهت زيادة النيل إلى أربعة عشر إصبعا من تسعة عشر ذراعًا وثبت إلى خامس بابة (٢).

وفى أوائلها ملك أبو حموّ تلمسان فحاصره ولده أبو تاشفين إلى أن قبض عليه وسجنه بالقصر، فسأله أبو حموّ أن يخرجه إلى الديار المصرية ليحجّ، فأسعفه وحمله في مركب، فخدع (٣) أبو حموّ صاحبها حتى أنزله وبعث إلى محمد بن أبي محمد مهدى القائد ببجاية (٤) يستنصره فأنزله عنده وكتب إلى السلطان بتونس يأمره بمساعدته أبي حمو، واستنفر العرب فنفروا معه: فقتل أبو زيان بن أبي تاشفين في الحرب وانفض جمع أبي تاشفين فخرج من تلمسان ودخلها أبو حموّ في رجب سنة تسعين (٥).

وفيها كائنة (٦) ميخائيل الأسلمي وكان نصرانيا فأسلم في شعبان سنة ثمان وثمانين بحضرة السلطان وعناية محمود (٧). فأركب بغلة وعمل تاجر الخاص كما تقدم، ثم قُرِّر في نظر الإسكندرية في المحرم من هذه السنة. فلما كان ثالث عشر ربيع الآخر ضُربت عنقه بالإسكندرية بعد أن ثبت عليه أنَّه زنديق، وشهد عليه بذلك خمسون إلا واحدًا.

* * *


(١) عبارة "وله ضوء زائد على ضوء القمر" ساقطة من ز.
(٢) الوارد في التوفيقات الإلهامية، ص ٣٩٥، أن غاية فيضان النبل هذه السنة بلغت ١٥ قيراطا و ١٨ ذراعا، أما خامس بابه فيوافق ٢٤ رمضان.
(٣) في ل "فخرج".
(٤) في ز بنجابه".
(٥) عبارة "تسعين … ... فأسلم في شعبان" السطر التالي ساقطة من ز.
(٦) انظر السلوك ورقة، وقد سماه ابن قاضي شهبة،: بالظاهرى.
(٧) هذا وقد ألقى القبض عليه بعد وحبسه محمود شاد الدواوين.