للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها جمع كبيش العربان ونهب جُدّة وأخذ منها للتجار ثلاثة مراكب، وتقاتل هو وعنان أمير مكة، فقُتل كبيش في المعركة بعد أن كاد يتمّ له النصر، وذلك بأَذاخر (١) بالقرب من مكة.

وفيها سار عليّ بن عجلان من مكة إلى القاهرة فقدمها في رمضان، فأشرك السلطانُ عليّ بنَ عجلان في إمرة مكة مع عنان، فتوجّه عنان إلى وادى نخلة ومنع الجلب عن مكة فوقع بها الغلاءُ؛ فوافى قرقماسُ - أميرُ الركب إلى مكة - بتقليد عليّ بن عجلان وأمره أن يتجهّز إلى عنان فخرج، وأرسل معه طبول المحمل فدقُّوا بين الأودية، فظنَّ عنان أن العساكر دهمته فهرب ودخلت القافلة فباعوا ما معهم برخص، حتى انحطَّت الويبة من القمح إلى عشرة بعد ثلاثين.

وفيها استولى على إمرة المدينة على بن عطية ثم قُتل، وذلك أنه طَرق المدينة فنهبها وقتل منها أُناسا (٢) فأفرج السلطان عن ثابت بن نعير وقلَّده إمرة المدينة وأمره بالمسير.

وفي رابع ربيع الأول قُبض (٣) على كريم الدين بن مكانس وضُرب بالمقارع وصودر على مائة ألف ثم عزل عن نظر الدولة في ثاني رمضان.

* * *

وفيها خامر منطاش - نائب ملطية - وهو لقب واسمه تمربغا الأفضلى - وجماعة من المماليك (٤) الأشرفية الذين نفاهم برقوق، ووافقهم القاضي برهان الدين أحمد صاحب سيواس وقرا محمد التركماني كبير التركمان ويلبغا المنجكي وجمعوا جمعًا كبيرًا.

وبلغ ذلك السلطانَ فجرّد العساكر إليهم، فسار إينال الأتابك بدمشق وقزدمر وسودون


(١) عرفها مراصد الاطلاع ١/ ٤٦ بأنها موضع بأعلى مكة، دخلها منه رسول الله وضربت هناك قبته.
(٢) في ل "ناسا" وقال المقريزى في السلوك، ورقة ١٥٩ ا "أنه قتل منها إنسانا" أما ابن قاضي شهبة فلم يذكر في الإعلام، ورقة ٢٣ أ، شيئا عن القتل.
(٣) قصة هذا القبض والعقاب أن السلطان رأى خيمة مضروبة على شاطئ النيل فبعث للكشف عنها فوجد فيها ابن مكانس وشمس الدين أبو البركات يعاقران الخمر في خواصها، انظر في ذلك المقريزي، السلوك، ورقة.
(٤) في ل "مماليك الأشرف".