شيخ الصفوى وهو يكبّسه فقعد، فدخل أحدهم فوثب برقوق فضربه ضربة انقلب ثم نزل إلى باب (١) الاسطبل، وطلب الأمراء وتتبَّع الذين أرادوا الفتك به، فسجن منهم ونفى، وغضب السلطان على ألابغا العثماني لأنه بلغه أنه اطلع على القضية فأخفاها عنه فنفاه إلى طرابلس وأعطى إمرته إلى شخص من أقاربه قدم عليه من الجراكسة وهو قجماس.
* * *
وفي ربيع الآخر منها جهزت التجريدة إلى الفيوم بسبب صدّ عرب البحيرة عن الدخول إلى الصعيد، فتجهّز خمسة أمراء من المقدّمين ومن تبعهم فتوجّهوا إلى أن تحققوا أن العرب توجهوا إلى جهة برقة، فرجعوا في جمادى الأولى.
* * *
وفيها كائنة الشيخ صدر الدين على بن العزِّ الحنفى بدمشق، وأولها أن الأديب على بن ببك الصفدى عمل قصيدة لامية على وزن "بانت سعاد" وعرضها على الأُدباء والعلماء فقرظوه، ومنهم صدر الدين على بن علاء الدين بن العز الحنفى، ثم انتقد فيها أشياء، فوقف عليها على بن أيبك المذكور فساءه ذلك ودار بالورقة على بعض العلماء. فأنكر غالب من وقف عليها وشاع الأمر.
فالتمس ابن أيبك من ابن العزِّ أن يعطيه شيئًا ويعيد إليه الورقة فامتنع، فدار على المخالفين وألَّبهم عليه، وشاع الأمر إلى أن انتهى إلى مصر فقام بعض المتعصبين إلى أن انتهت القضية السلطان، فكتب مرسومًا طويلا منه:
"بلغنا أن على بن أيبك مدح النبي ﷺ بقصيدة، وأن على بن العزِّ اعترض عليه وأنكر أمورًا منها التوسّل بالنبي ﷺ والقدح في عصمته وغير ذلك، وأن العلماء بالديار المصرية - خصوصا أهل مذهبه من الحنفية - أنكروا ذلك فيتقدّم بطلبه وطلبِ القضاة والعلماء من أهل المذاهب ويعمل معه ما يقتضيه الشرع من تعزير وغيره".
وفى المرسوم أيضا:
"بلغنا أن جماعة بدمشق ينتحلون مذهب ابن حزم وداود ويدعون إليه. منهم القرشي