للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى (١) رمضان من هذه السنة خُلع الملك الصالح حاجى من السلطنة، فكانت مدّة مملكته سنة ونصفًا ونصف شهر، وبويع برقوق بالسلطنة ولقب "الملك الظاهر" وكنى "أبا سعيد" ولم تنتطح في ذلك عنزتان.

وكان [برقوق] يعمل في تدبير المملكة بعد مسك بركة إلى أن أفنى المماليك الأشرفية نفيا وقتلًا، وقرب الجراكسة وأبعد الترك، ثم طلب القضاة والعلماء والأمراء واستشارهم في أمر المملكة وأن الأُمور اضطربت لصغر سنّ السلطان وطمع المفسدون في الأمر فأجمعوا على طاعته وبايعوه وذلك في يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان وخُطب له بالجامع يوم الجمعة حادى عشريه (٢). وتوجّه البريد إلى البلاد فبويع له بدمشق في يوم الخميس سابع عشريه وخطب له بالجامع يوم الجمعة ثامن عشريه.

* * *

واستقر أيتمش أتابك العساكر، والجوباني أميرَ مجلس، وجركسُ الخليليُّ أميرَ آخور، وسودون الشيخونيُّ نائبَ السلطنة، وقردم الحسنى رأس نوبة، ويونسُ في الدويدارية.

* * *

وفى يوم سلطنته انحط سعر القمح، فاستبشر الناس بذلك وأُدخل الصالح داخل الدور، وقرئ تقليد الظاهر يوم الاثنين رابع عشريه.

* * *

وفى ربيع الأول هرب ابن مكانس الوزير من الترسيم، فبلغ برقوق فغضب على شاد الدواوين بهادر الأعسر وحبسه بخزانة شمائل ثم شُفع فيه فأطلق، وبالغ في أذية إخوة ابن مكانس وأقاربه، وسلّط عليهم العذاب وضُربوا بالمقارع وهجموا على حريمهم وهجموا بيوت معارفهم، واستقصوا في التفتيش عليه من الكنائس والديور فلم يقعوا به.

* * *

وفى شعبان أراد جماعة من مماليك برقوق ومماليك أولاد السلاطين الفتك ببرقوق فأنذره


(١) أمامها في هامش ز "خلع الملك الصالح حاج من السلطنة ومدة ملكه سنة ونصف ونصف شهر وتولى الملك الظاهر سيف الدين برقوق وهو الخامس والعشرون من ملوك الترك بمصر والقائم بدولة الجراكسة".
(٢) "عشره" في ز.