للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها انكسر الجسر من جهة المنشية عند المرسى فرجع الماءُ إلى البركة التي هناك ففاضت على الميدان فلم يركب السلطان تلك السنة إلَّا ميدانين خاصة.

وفيها حضر رسل صاحب إشبيلية من عند ملك الكتلان يسألون السلطان الشفاعة في صاحب سيس، فأرسله إليهم مكرما.

* * *

وفيها حضر رسول صاحب (١) سيس ومعه (٢) كتاب يخبر فيه أن الأرمن الذين هناك مات كبيرهم فأمروا عليهم زوجته فحكمت فيهم مدّة ثم عزلت نفسها، فاتفق رأيهم أن يفوضوا أمرهم لصاحب مصر فيختار لهم من يولِّيه عليهم، فانتقى لهم برقوق واحدًا من الأرمن الأسارى الذي يسكنون بالكوم ظاهر القاهرة ويبيعون هناك الخمر، فأخذوه معهم فملِّكوه عليهم.

* * *

وفيها في ربيع الآخر (٣) ولى بدر الدين محمد بن أحمد بن مزهر كتابة السر بدمشق عوضا عن فتح الدين بن الشهيد، وهرب ابن الشهيد بعد أن طُلب، فأُمْسِكَ ولده تاج الدين ورُسم عليه ثم ظهر لما ولى بيدمر، فقُرر عليه مال ورسم عليه بالعذراوية (٤) ثم بالدماغية ثم أُطلق، وهرب ابن نبهان الذي استقر كاتب السرّ لكونه أُلزم بوزن ما التزم به من المال فلم يقدر على ذلك، فاستقر ابن مزهر.

وفيها ولى القضاء بالقدس خير الدين الحنفى وهو أول حنفى قضى به، وولى القضاء بغزة موفق الدين رسول الحنفى وهو أول حنفى قضى بها. وهذان من طلبة الحنفية بالشيخونية، وكان الثاني أولًا ينوب عن الهمام الأنقاني بدمشق.

* * *


(١) "نائب" في ز.
(٢) فراغ في ز بقدر كلمتين، ثم جاء في هامشها بخط الناسخ "لعله وسعه كتاب".
(٣) "الأول" في ز.
(٤) كانت العذراوية وقفا على الشافعية والحنفية، وتنسب إلى الست عذراء بنت أخي صلاح الدين، انظر الدارس في تاريخ المدارس ١/ ٣٧٣ - ٣٨٢، ٥٤٨؛ أما الدماغية فكانت مثل سابقتها وقفا على الحنفية والشافعية، وتنسب إلى السيدة عائشة زوجة شجاع الدين محمود الدماغ، راجع النعيمي: شرحه ١/ ٣٣٦ - ٣٤٢، ٥١٨ - ٥١٩.