للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأوقاف بمصر شمسَ الدين بن الوحيد عوضا عن زين الدين الزواوي، وفي نظر الأوقاف بالقاهرة جمال الدين بن العجمي عوضا عن تقيّ الدين الإسنائي.

وقرأت بخط القاضي تقيّ الدين الزبيرى وأجازنيه: "في أول سنة أربع وثمانين سأل برقوق من يختص به أن يطلب له رجلًا جيدا يولِّيه قضاء الشافعية، فذكر له جماعةً منهم الشيخ برهان الدين الأنباسي فطلبه مع موقعه أوحد الدين وعرفه القصة، فوافقه على أنه يجيء إليه ويتوجّه معه إلى الاسطبل، فهرب واختفى. فأقام على ذلك أياما وابن جماعة لا يعرف شيئًا من ذلك بل يظن أن ذلك بأمر آخر، فلما أيسوا منه طلب القاضي بدر الدين بن أبي البقاء، فأُعيد إلى القضاء في يوم السبت تاسع عشرى صفر، واستمر معه تدريس الشافعي وتوجه ابن جماعة إلى القدس". انتهى.

ويقال إن برقوق كان يعرف قوة نفس برهان الدين بن جماعة فخشي ألَّا يوافقه إذا رام أن يتسلطن ويعارضه فلا ينتظم أمره، فعمل على عزله وتولية من لا يخالفه لكوْنه هو الذي أنشأ ولايته.

وكان الشيخ برهان الدين الأنباسى يقول إنه لما أوعد أوحد الدين ودخل إلى منزله فتح المصحف فخرج (١) "قالَ رَبِّ السِّجْنُ أحبّ إليَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ" فأطبقه وتغيب.

* * *

وفيها صُرف همام الدين بن الشيخ الأتقاني عن قضاء الحنفية بدمشق، وأُعيد نجم الدين بن الكشك، وكان وصل الخبر بعزْله وولاية النجم، فامتنع النواب من الحكم، فأنكر عليهم الهمام واستمر يحكم حتى قدم النجم، فتوجّه الهمام إلى النائب - وكان غائبًا عن البلد - ثم رجع معزولًا؛ وكان الهمام من عجائب الدهر في الجهل والخبط وقلَّة الدين.

وفيها استقر تقى الدين الزبيري في نيابة الحكم بالقاهرة، وقد تولَّى القضاء استقلالًا بعد ذلك.


(١) سورة يوسف ١٢: ٣٣.