للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغاية، ولم يُلزم الخليلي أحدًا من الناس فيما أنفقه على هذا الجسر بغرامةِ درهم فما فوقه، وأنشد ابن العطار في ذلك:

شكت النيل أرضُه … للخليلي فأحضرَهْ

ورآى الماء خائفًا … أن يطاها فجسَّرَهْ

* * *

وفيها عمل الخليلي على النيل طاحونًا تدور في الماء فاستأجرها منه بعض الطحانين فحصل فيها مالًا عظيما لكثرة من كان يأتي إليه برسم الفرجة.

* * *

وفيها في ثالث المحرم استقرّ سودون الشيخونى حاجب الحجاب وأُعطى إمرة تغرى برمش، وأُرسل تغرى برمش إلى القدس بطالًا، واستقر أيدكار حاجبَ الميسرة.

* * *

وفيها حضر الشيخ على الروبى (١) من الفيوم إلى مصر وحصل للناس فيه محبة زائدة واعتقاد مفرط وسارعوا إلى الاجتماع به وهو في الجيزة.

* * *

وفيها امتنع القاضي برهان الدين بن جماعة من الحكم وذلك في صفر، والسبب فيه أن تاجرًا مات وخلف مالا كثيرًا، فثبت عند القاضي برهان الدين أن له ورثةً فمنع أهل المواريث من التعرّض للمال، فغضب برقوق من ذلك وراسله في تسليم المال فصمم.

وبلغه أن برقوق طلب من يولِّيه القضاء فذُكر له الشيخ برهان الدين الأنباسي فاختفى، فوقف البرهان عن الحكم بين الناس، وسعى بدر الدين بن أبي البقاء في العود إلى المنصب وبذل مالًا وأن لا يتعرّض للتركة المذكورة، فأُجيب واستقر في سلخ صفر.

وتوجّه برهان الدين بن جماعة إلى القدس في ثالث عشر ربيع الأول؛ وقرر ابن أبي البقاء في نيابة الحكم بالقاهرة شهابَ الدين الزركشي مضافًا إلى أمانة الحكم في مضر، وقَرر في نظر


(١) أمامها في هامش ز بخط الناسخ "بالباء الموحدة نسبة لرويب".